كشف وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين عن تسرب 20 في المئة من المياه في الشبكة، ما يعني فقدان نحو 1.2 مليون متر مكعب من المياه يومياً قبل وصولها إلى المستهلك، مشدداً على أن الوزارة خصصت 1.2 بليون ريال للكشف عن تلك التسربات، وإصلاحها، وتقليصها خلال العشر سنوات إلى 5 في المئة فقط من مياه الشبكة. وأضاف خلال ورشة العمل الأولى في مجال المياه بعنوان: «الحاجة الوطنية والحلول المبتكرة» أمس في جامعة الملك سعود أن المملكة تعتبر من أكثر دول العالم شحاً في المياه، وتعاني من ندرتها، لمحدودية المصادر والنمو السكاني المتزايد الذي يولد ضغطاً على المياه لجميع الأغراض، ما أدى إلى انخفاض المتاح للفرد من الماء، مشيراً إلى استنفاذ مخزوناً هائلاً من الثروة المائية خلال ال30 عاماً الماضية، إذ إن طفلاً عربياً ولد عام 1960 كانت حصته من الماء 3400 متر مكعب في العام، فيما ستنخفض حصته في عام 2025 إلى 670 متراً مكعباً فقط أي بمعدل نقص نسبته 80 في المئة، ومتوسط حصة الفرد من المياه المتجددة في المملكة أقل من 250 متراً مكعباً في العام الواحد. وتابع: «استهلكنا طوال تلك السنوات نحو 500 بليون متر مكعب من الماء زراعياً ومدنياً، وننتظر ما تجود به التقنية من حلول، ولابد من معالجة واقعنا من خلال ترشيد استهلاك المياه، وتلبي تحلية مياه البحر نصف الحاجات من مياه الشرب في المملكة، حيث ننتج 20 في المئة من إنتاج العالم من مياه البحر المحلاة، و42 في المئة من إجمالي إنتاج دول مجلس التعاون الخليجي على رغم من ارتفاع كلفة مياه البحر المحلاة»، مؤكداً أن الوزارة نجحت في تخفيض استهلاك المياه في المنازل بنسبة 30 في المئة، من خلال توزيع أدوات التخفيض مجاناً. من جانبه، أوضح مستشار الطاقة في وادي الرياض للتقنية الدكتور عصام العمار أن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة في المملكة تعتبر أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، إذ تقوم حالياً بإدارة 30 محطة تحلية يبلغ إجمالي انتاجها من الماء ثلاثة ملايين متر مكعب يومياً، لافتاً إلى أن مستقبل المياه في السعودية يشهد تحدياً كبيراً في ظل التنامي السكاني، والاقتصادي الذي يزداد الطلب بنسبة 7 في المائة سنوياً. وذكر أن نسبة النمو الهائلة تشكل عبئاً مالياً على إنتاج مصادر الطاقة في المملكة، يتطلب 70 بليون ريال لإنشاء محطات تحلية، وتطوير واستخدام تقنيات الطاقة الشمسية في تحلية المياه المالحة كلفته لا تزيد عن 1.5 ريال للمتر المكعب مقارنة بالحالية التي لا تقل عن 2.5 ريال للمتر المكعب، مشيراً إلى أن تحلية المياه المالحة هو الخيار الاستراتيجي لتأمين مياه الشرب، نظراً لارتفاع معدل استهلاك الفرد في المملكة من المياه، الذي يعتبر ثالث أعلى معدل استنفاذ في العالم بعد الولاياتالمتحدة وكندا.