من الفروقات بين الإنسانية والبهائمية، الأخلاق.. لذا أتى سيد الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم - متمما لمكارم الأخلاق، فكان الإنسان على مختلف دياناته يقاس بمدى حرصه على ترك ما يدنس أخلاقه وزنة عقله.. ففي الدين المسيحي مثلا عظم الله الأخلاق والمحبة، ومنع القتل واحترام المواثيق والعهود، وكذلك أيضا في اليهودية. فجاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - متمما لمكارم الأخلاق التي كانت موجودة أصلاً في الديانات السابقة، وكانت العرب قديما تأخذ العهود من أفواه الرجال دون كتابة وتدوين وشهود لتحقق الكيفية الإنسانية فترفع العرب بأخلاقهم. ما فعلته عصابة الشر "داعش" هذه الأيام تجاوز كل عرف إنساني، فما معنى أن تأتي مستسلما وتقدم العهد لرجال حرس الحدود ومن ثم تقوم بتفجير نفسك لقتل مسلم آمن غلب على حسه الأمني أخلاقه كرجل يحترم كلمته وعهودا قد تربى عليها فتطايرت أشلاء المروة، وبقي في ذاكرة المجتمع بهائم قتلت أنفسا طاهرة. "داعش" ليست حركة بهائمية فحسب إنما مشروع قذر لهدم الأخلاق، فالمروءة مستحيلة على مثل هؤلاء، رحم الله شهداء حرس الحدود، فلقد كانت أنفسهم شريفة حرصت على فضائل الخلق. أكثر ما يشعرك بالقرف أن هناك من يؤيد هذا الفكر الضال، ولكني أثق تماما كثقتي بزوال داعش كما زالت ربيبتها القاعدة وفروعها الإخوان والنصرة والخسة وغيرهم، إن الداخلية بصمام أمانها وزير الداخلية محمد بن نايف - أيده الله - قادرة على إخراجهم من جحورهم وكهوفهم واستراحاتهم.. رحم الله العميد عود بن معوض البلوي والعريف طارق حلوي والجندي يحيى نجمي، وشفى الله المصابين فلم يكونوا إلا جنود وطن وحماة دين الأخلاق.