يتطلع اللبنانيون لاسيما بعد الأخبار التي رشحت عن وجود استعداد كبير لدى كل من تيار المستقبل وحزب الله للتوافق حول مشكلات لبنان، كما بدا من جلسة الحوار الثانية، والإشارات الإيجابية التي صدرت عن لقاء ممثلي "التيار الوطني الحر" وكتلة التغيير والإصلاح، إلى التوصل إلى تفاهم حقيقي يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للبلاد. وقال عضو المستقبل النائب جمال الجراح في تصريحات صحفية "لم نذهب إلى الحوار مرغمين، والرئيس سعد الحريري خرج من المحكمة الدولية في لاهاي وقال أنا جاهز للحوار. فهو يؤيد هذه الخطوة لما فيه مصلحة البلد". وأضاف متسائلاً "في ظل تصاعد المذهبية والتوتر المذهبي هل نختار الحوار أم نذهب إلى الانفجار"؟ وطالب الجراح حزب الله بإعلاء المصالح الوطنية وإعطائها الأولوية، وتابع "ما هي مطالب حزب الله؟ هل يريد تفجير البلد؟ وهل يعتقد البعض أن ميشال عون هو مرشح الحزب الحقيقي؟ فالثابت لدينا هو أنه رشح عون بهدف التعطيل، لكنه لن يختاره رئيساً". وعن إمكان استجابة الحزب لمطالب اللبنانيين في ما يتعلق بالانخراط في الأزمة السورية والقتال إلى جانب الرئيس بشار، والتخلي عن سلاح المقاومة، قال الجراح "ندرك أن القرار في هذه القضايا إيراني وليس لبنانياً". بدوره، اعتبر عضو التيار النائب عمار حوري أن بدء الحوار بين الفريقين "إنجاز ضخم بحد ذاته"، مشدداً على أن ثقافة الحوار هي التي يجب أن تسود البلد. وقال "لا نزال في البدايات، لكن بصورة عامة يبقى الجلوس إلى طاولة الحوار هو الأسلوب الوحيد المتاح للوصول إلى النتائج. وعبر هذا الحوار ربما ننجح في إحداث اختراق رئيس، فنحن منذ البداية حددنا الأهداف التي نريد الوصول إليها بعنوانين أساسيين، الأول، محاولة إيجاد ثغرة بموضوع رئاسة الجمهورية، والثاني تخفيض التوتر المذهبي". وذكر أنه تم خلال جلستي الحوار طرح موضوع "سرايا المقاومة" على طاولة الحوار لكن دون جدوى، لأن الفريق الآخر رأى أن سرايا المقاومة جزء من المقاومة. وكانت مصادر إعلامية تحدثت عن اتخاذ حزب الله قراراً داخلياً بالاستجابة ل"هواجس" تيار المستقبل وطمأنته، كما بدا من البيان الختامي للجلسة الثانية، الذي عبر عن التزام المتحاورين دعم استكمال الخطة الأمنية على كل الأراضي اللبنانية. لكن المصادر أشارت إلى أن الحزب سيكون أمام اختبار جدي لصحة التزاماته، يكمن في مدى استعداده للسير بتنفيذ الخطة الأمنية في مناطق نفوذه، خصوصا أن البيان أشار إلى دعم استكمال تنفيذ الخطة في كل المناطق اللبنانية من دون استثناء، وهي النقطة التي أثارها ولا يزال وزير الداخلية، وكان أطلق أولى شراراتها في الكلمة التي ألقاها في الذكرى السنوية لاغتيال اللواء وسام الحسن. ولفتت المصادر إلى أن أجواء الساعات الأربع من جلسة الحوار الثانية عكست إيجابية على هذا الصعيد ونيات حسنة، لكنها لم تقارب الآليات والإجراءات التي تركت للأجهزة الأمنية، على قاعدة أن الحوار وفر الغطاء السياسي للتطبيق.