أكد وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز أن وزارته تهتم- منذ تأسيسها- بالبعد البيئي وتحقيق التنمية المستدامة، وذلك ضمن خطط ومناهج تحدد من خلال الخطة الخمسية، حيث توافقت الخطة الخمسية الأولى للمملكة مع إنشاء الوزارة، موضحا أن الاهتمام بالبعد البيئي وتحقيق التنمية المستدامة من أهداف خطط التنمية. وأعرب في تصريحات صحفية عقب رعايته مساء أول من أمس افتتاح المؤتمر العالمي الرابع "بيئة المدن 2014م"، الذي تنظمه أمانة منطقة الرياض بالتعاون مع بلدية دبي ومركز البيئة للمدن العربية بمركز الملك فهد الثقافي، عن أمله في تقييم ما هو كائن لتحديد ما يجب أن يكون، قائلا "نحن نتطلع في هذا المؤتمر الذي يشارك فيه خبراء على مستوى العالم العربي ودول أجنبية إلى تقييم ما هو كائن ومن ثم تحديد التوصيات، للوصول إلى المدن المستدامة والحفاظ على البيئة، وهي عملية مستمرة وليست وقتية". وفيما يخص ملوثات البيئة، أكد سموه أن هذا الموضوع يحظى بأهمية مشتركة بين وزارة الصحة وهيئة الغذاء والدواء. وحول الحديقة التي أمر بها الأمير سطام بن عبدالعزيز، يرحمه الله، لأهالي حي النظيم، قال الوزير إنه سيتم العمل عليها من قبل الأمانة بحسب برمجة العمل. وبشأن تحول بلدية النظيم إلى بلدية فرعية مستقلة، أوضح أن هذا حسب ما يرفع ويقرر ويخطط من البلديات. وكان الأمير منصور بن متعب ألقى كلمة خلال افتتاح أعمال المؤتمر، أشار فيها إلى حرص الوزارة على دعم مثل هذه الأنشطة التي تهدف للارتقاء بالواقع البيئي في جميع المدن العربية في ظل ما تواجهه هذه المدن من تحديات، مبينا أن المؤتمر يتيح فرصة التباحث وتبادل الخبرات والتجارب والدراسات في مجال عمارة البيئة سعياً للوصول للمدن المستدامة بشكل عام وتحقيق التنمية المستدامة بشكل خاص. وأضاف أن تحقيق هدف المدن المستدامة وصولا للتنمية المستدامة هو إحدى المبادرات والجهود التي تقوم بها وزارة الشؤون البلدية والقروية والوزارات المعنية والجهات الحكومية المختصة، لربط التوازن الحضاري والبيئي للخطة الوطنية الاستراتيجية للتطوير العمراني، ولتعزيز مفهوم عمارة البيئة للوصول للتنمية المستدامة في إطار الاستراتيجيات والخطط التنموية التي تتبناها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، لدعم وتشجيع أي نشاط هادف وبناء يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز اقتصادنا الوطني لتحقيق رفاه المواطنين وسلامتهم. وقال الأمير منصور: لقد كانت الشريعة الإسلامية سباقة في الحث على عمارة الأرض وتنميتها والاستفادة منها وتحقيق الاستقلال الأمثل لها بكل اعتدال ودون إسراف أو تبزير أو تلويث لطبيعتها ومواردها وثرواتها، بما يحقق التوافق والانسجام بين احتياجات الانسان ومعطيات البيئة والمكان. وأشار إلى أن الدعوة لنشر ثقافة عمارة البيئة وإنشاء مدن ذات تنمية مستدامة هي دعوة للتعامل مع البيئة العمرانية بشكل أفضل من خلال اتباع تقنية منهجية حديثة بدءا بتصميم تطبيقي عملي للمباني، وصولا إلى منهج تصميمي للمشاريع البيئية الجديدة، لافتاً إلى النتائج الطيبة التي تحققت بمدينة الرياض في تجسيد مفهوم عمارة البيئة من خلال تنفيذ مشاريع صديقة للبيئة، وإنشاء المتنزهات والحدائق وممرات المشاة والساحات البلدية والمباني التي استوفت شروط الاعتماد البيئي. من جانبه، أكد أمين منطقة الرياض المكلف الدكتور إبراهيم الدجين في كلمته، أن خطط التنمية المتعاقبة بالمملكة نقلة حضارية وتنموية مميزة، كان من أبرز مظاهرها التطور والنمو الحضري السريع في كافة مدن المملكة، الأمر الذي ساهم في تغير جذري في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لهذا الوطن الغالي، حيث اكتملت مشروعات البنية الأساسية، وانعكست هذه الإنجازات في تحقيق نمو متوازن في كافة قطاعات الاقتصاد الوطني. وقال الدجين "إن الرياض شهدت ولا تزال تشهد معدلات عالية من النمو السكاني والتوسع العمراني الذي يعتبر من أعلى المعدلات في العالم في وقت قصير نسبيا، وهو ما أدى إلى ضرورة تنفيذ مشاريع وبرامج بيئية تهدف إلى تعزيز البعد الإنساني في البيئة العمرانية بالمدينة وتطويرها من خلال الممارسات الناجحة في مجال عمارة البيئة لضمان الوصول إلى مدينة تتوافر فيها متطلبات التنمية المستدامة وجعلها مدينة صديقة للبيئة وحاضنة للإنسان وملبية لاحتياجاته بوجود عدد من المشاريع والبرامج البيئية والترفيهية والاجتماعية. وأكد الدجين حرص الأمانة على مواصلة تطبيق مفهوم عمارة البيئة بالمدينة بتشجير الطرق والميادين وإنشاء المتنزهات والحدائق وممرات المشاة والساحات البلدية وواحات العلوم و"البرحات" وغيرها، في كافة أنحاء المدينة بما يتناسب مع تنسيق تلك المواقع لتكوين مواقع حضرية منسقة تكفل الجانب الجمالي والبيئي والوظيفي الأمثل لخدمة ساكني المدينة بكل فئاتهم بما في ذلك ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة.