تجلس أم جوهرة بشارع الملك عبدالعزيز المؤدي إلى المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة منذ 30 عاما برفقتها أحفادها توزع الحلوى والرطب على العائدين من المسجد النبوي بعد أدائهم صلاة العيد في مشهد تعتبره أم جوهرة هو فرحة العيد مشيرة إلى أنها توارثت تلك العادة عن والدتها والتي تعتبر المكان إرثا لجميع الأسرة حتى الموت. وتقول أم جوهرة إن فرحة العيد تتركز حول معايدة جميع البشر دون تحديد أجناسهم أو أشكالهم مشيرة إلى أن فرحة العيد هي التخلص من جميع الأحقاد بين البشر. وأضافت أن والدتها كانت تمسك بصحن الحلوى والرطب قبل سنوات طويلة واليوم هي تكمل المسيرة بعد وفاتها ، مشيرة إلى أنها تشارك ابنتها وزوجها وأحفادها تلك العادة ليواصلوا المشوار بعدها. وتقول أم جوهرة رغم تقدمي في السن غير أني أحرص على الحضور هنا منذ أكثر من 30 عاما لأتأمل فرحة الكبير والصغير بالعيد وتكتمل تلك الفرحة عندما تمتد الأيادي من الكبار والصغار والنساء لطبق الحلوى المتواضع. ويقول زوج ابنتها أبو حسام إن فرحة العيد تكتمل لديها عندما تعمل القهوة بيديها وتحرص على شراء الحلوى بنفسها منذ سنوات طويلة وستواصل الأسرة تلك العادة التي تدعو لها سماحة الإسلام بإذن الله. ورصدت" الوطن" وقوف أحفاد أم جوهرة بزي العيد عارضين صحن الحلوى للجميع وحرص الخارجين من المسجد النبوي في اتجاه شارع الملك عبدالعزيز على تناول فنجان القهوة وأخذ حبات من الحلوى والرطب والجميع يردد كل عام وأنتم بخير وحتى بعض الجاليات تناولت القهوة العربية من أم جوهرة وهي تردد العام القادم أجدكم هنا. ويرى المواطن عثمان ناصر أن منظر الجميع وهم يتصافحون وقت العيد يعطي دلالة على نظافة القلوب ولو لساعات على الأقل "نبتسم ونفرح من القلب". وأشار إلى أنه شاهد مناظر كثيرة تدل على الترابط الاجتماعي مثل إعطاء مبالغ نقدية لبعض الأطفال وكذلك توزيع الحلوى والرطب على الجميع . وتقول غدير إن الجميع هنا على قلب واحد متمنية أن يبقى الجميع على تلك الفرحة التي تغمر الجميع، مشيرة إلى تعاضد الجميع بالفرحة وجمال مشهد السيدات اللاتي يوزعن الحلوى والنقود على الأطفال ،موضحة أن والدتها توزع أكثر من 20 ثلاجة قهوة صباح العيد على الخارجين من المسجد النبوي الشريف. إلى ذلك قالت رئيسة قسم الخدمة الاجتماعية بمستشفى الليث وافته الحظريتي إن تصرف أم جوهرة وغيرها يعد رمزا من رموز التكافل الاجتماعي بين المسلمين ، مشيرة إلى أن الجميع يفرح بالعيد لما له من معان سامية حثت عليها الشريعة الإسلامية. وأضافت الحظريتي أن الجميع يفرح وخاصة الأطفال الذين يجب أن يعلمهم أهاليهم ويشرحوا لهم معاني العيد وأهدافه .