أكد مختصون ل"الوطن"، أن تصريحات وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف في نشر رؤية الحكومة تجاه موازنة العام القادم في ظل التغيرات الحادة في أسعار النفط، أسهمت في طمأنة المستثمرين نسبيا في سوق الأسهم الذين أصبحوا تحت رحمة الشائعات ومتغيرات أسعار النفط. ويقول أستاذ علم الاقتصاد بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور حبيب تركستاني: "إن بيان وزارة المالية بيان تطميني لتأكيد الثقة في الاقتصاد السعودي، وإعادة الثقة في سوق المال الذي اهتز متأثرا بهبوط أسعار النفط، فالحكومة لديها صناديق سيادية قادرة على الاستمرار في دعم المشاريع التنموية، ومنح الثقة للاقتصاد وللمواطنين وهذا كان متوقعا". ويضيف التركستاني، أن الوضع الحالي لسوق النفط سيكشف قدرة الداخلين الجدد إليه مثل أميركا التي بدأت تخطيطها وتنفيذها لإيقاف استيراد النفط، الأمر الذي سيكشف مدى قدرتها على الاستمرار، وكذلك جدوى اعتمادها على النفط الصخري، مع أن انخفاض أسعار النفط يؤكد عدم جدوى سياسة الداخلين الجدد والاقتصاد يتنافس فيما بينه فكل اقتصاد يبحث عن مصلحته. فمن المشهود للمملكة العربية السعودية دورها بالغ الأهمية في خلق التوازن الاقتصادي العالمي للمحافظة على استقرار سوق النفط دائما. فيما يقول المحلل الاقتصادي فضل البوعينين: "إن تصريحات وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف، أسهمت في طمأنة المستثمرين نسبيا في سوق الأسهم"، ويضيف: "أعتقد أن إعداد الموازنة في ظروف استثنائية طارئة، وأسواق نفط مضطربة، والتزامات دولية متشعبة، وعدم وضوح الرؤيا تجاه تعافي الاقتص اديات العالمية وتجاوزها الأزمات، لا تخلو من التحديات الكبرى التي قد تتسبب في إشكالات مستقبلية. إلا أنني أعتقد أن بناء الاحتياطيات المالية الضخمة ساعد الحكومة على الالتزام بمواصلة الإنفاق التنموي، خاصةً في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية، وهي القطاعات الأكثر أهمية للمواطن".