اتفق الشيخ عادل الكلباني وعضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث على أن القذف لأي شخص اجتهد في مسألة خلافية، قد يمس السلف الصالح. يأتي ذلك على خلفية القذف التي تعرض له رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكةالمكرمة سابقا الداعية أحمد الغامدي، الذي ظهر في أحد البرامج التلفزيونية برفقة زوجته وهي كاشفة وجهها. وعلى الرغم من رفض الكلباني الدخول في نقاش حول ظهور الغامدي وزوجته في برنامج "مع بدرية" الذي تبثه قناة "إم بي سي"، إلا أنه طلب من مناقشي مثل هذا الأمر عدم رمي الناس بالتهم دون دليل. وقال في تصريحات إلى "الوطن": لنتجاوز هذا الموضوع تحديدا، ولكن بشكل عام كشف المرأة وجهها موضوع يدور عليه خلاف فقهي بين أهل العلم، وبغض النظر عن تأييدنا من عدمه فلأي شخص أن يأخذ بأحد الرأيين، فأنا مثلا لو أخذت برأي وجوب تغطية الوجه فيجب ألا ألام، ومن أخذ برأي عدم الوجوب فلا يُرمى بالفسق والفجور". وحذر الكلباني من الخوض في مثل القضايا الخلافية والخوض في أعراض الناس، لأن من اتهم كاشفة لوجهها بالفسوق فقد ينال من أحد السلف الصالح الذين أفتوا بالجواز وهم لا يعلمون عن خطورة حديثهم وأسأل الله لهم الهداية". من جهته، أكد عضو مجلس الشورى القاضي عيسى الغيث، أن القضية التي أشغلت الرأي العام أخيرا حول كشف المراة وجهها هي مسألة خلافية، ولا يجوز الإنكار على أي امرأة كشفت وجهها ما دامت مجتهدة لرأي فقهي وترجحه، على ألا يكون في ذلك سفور أو تبرج وألا يحدث بلبلة في مدينة أو قرية جرت العادة على تغطية النساء لوجوههن فيها. وأضاف: "لو كنت مكان الدكتور أحمد الغامدي لما خرجت في هذا البرنامج بهذا الشكل، ولكن بما أنه قد وقع في هذا الأمر، فلماذا لا نؤصله بالعلم الشرعي؟ لأنه لو أتت امرأة إلى المحكمة تشتكي رفض زوجها كشف وجهها فالقاضي لا يلزمها بذلك، ولزوجها حق الطلاق". وأبدى الغيث لومه على المشايخ والمفكرين في "تويتر" وبعض مجموعات "الواتساب" التي هو عضو فيها؛ لأنهم أبدوا آراء غوغائية لا تختلف عن آراء العوام، مشيرا إلى أنه في اجتماع اتحاد علماء المسلمين كانت تجلس في المنصة امرأة من عالمات الشريعة، وهي كاشفة وجهها. وأضاف "كنت أتمنى ممن يتفاخرون بزوجة إردوغان وهي كاشفة أن لا يسبوا أختنا زوجة الدكتور أحمد الغامدي". وكشف الغيث أنه لا يدعو النساء إلى كشف وجوههن، لكنه يطالب العلماء بموقف شرعي وعقلاني، لأنه من الخطير المساس بأئمة السلف الذين أفتوا بالجواز. وقال "ليت أن بعض المشايخ أنكروا على الشيخ الموريتاني محمد الددو، وهو أحد من يعرف عنهم الانتماء الإخواني، عندما أفتى في قناة إخوانية بجواز كشف المرأة وجهها ووضع المكياج". وأضاف الغيث "الغامدي لو كان تابعا لتنظيم الإخوان السعودي أو التنظيم السروري السعودي لما رأيت من يهاجمه مثل ما هو حاصل الآن، لأن القضية من أساسها حزبية في المقام الأول". وقال "أحترم المتشدد والتقليدي لأنهما يمشيان في خطهما دون تناقض، ولكني لا أحترم الشخص الحزبي، لأنه يكيل بمكيالين ويدافع عن ابن حزبه حتى لو كان مخطئا، وفي هذا تجارة بالدين". وختم حديثه بالقول: "إن زوجات كبار مشايخ الإخوان لدينا يكشفن وجوههن في السعودية وخارجها، وبعضهن تكشف ونحن في الطائرة ولا تتحجب خارج المملكة، فيجب ألا نكذب على بعضنا".