أقلعت عن الكتابة المقالية في الآوانة الأخيرة، لا لشيء بل لأن الأفكار باتت في تكرار مستمر سواء في الصحف، أو على الشاشات الفضائية، عدا الدور الأكبر لوسائل التواصل الاجتماعي سريعة الانتشار، التي تختصر الخبر في بضع كلمات، إلا أنها الأكثر في توصيل الخبر وتجسيده في شخصيات مختلفة، إذ باتت باهتة أخبار الصحف الورقية وحتى الإلكترونية وهذا ما يدعو للحزن، لأنها يوما ما ستتغيب عن الحياة، لتحتل تكنولوجيا التصدر في نقل الأخبار. وهذا ما لا نريده، فحياة بلا صحف، كصباح بلا قهوة، حياة بلا صحف تفتقر إلى الجدية والحتمية وتؤول بنا إلى الانحدار. لكن على الصحف أن تواجه هذا الطغيان من التهميش، بتجديد وتكثيف مواضيعها وإبرازها كعناوين لافتة في الصفحات الأولى، وتجديد كتابها من حين لآخر، كي تمحو التهميش وتعتلي الصدارة من جديد. الصحف في ازدياد، وهذا ما دعا بعض الصحف العالمية إلى توزيع صحفها بلا مقابل على المنازل، كي تعود الأولوية لها، وتغيير تصاميمها الداخلية والخارجية بألوان مختلفة وعناوين لافتة. فالصحف تحارب وتصارع؛ كي تضمن البقاء على خارطة الأخبار التي يتم توصيلها بشكل قد يكون أبطأ بالنسبة لتسارع وسائل التواصل الاجتماعي في نقل الخبر. لا أستطيع التخيل ولو للحظة اندثار الصحف إلا إذا حل البديل الكفيل بسحر عقولنا وجذبها نحوه!.