أودعت الشؤون الاجتماعية بجدة ثلاث شقيقات دار الحماية الاجتماعية أمس، بعد ثبوت تعرضهن لعنف جسدي ونفسي كبيرين من قبل والدهن، وإصابتهن بحروق في أجزاء متفرقة من أجسادهن باستخدام "سيخ" حديد تم تسخينه على النار. وقال مدير دار الحماية الاجتماعية في جدة صالح بن سرحان ل"الوطن": "قمنا أمس بإسكان ثلاث فتيات دار الحماية الاجتماعية، بعد أن وصلتنا بلاغات من مديرات مدارسهن نهاية الأسبوع الماضي، تفيد بأنهن يعانين من عنف نفسي وجسدي من قبل والدهن، وأنهن في حاجة إلى التدخل السريع". وأضاف أنه "بعد إخضاع الفتيات للكشف الطبي الأولي، تبين أنهن تعرضن لحروق شديدة بالأرجل واليدين، نتجت من كيهن بسيخ حديد تم تسخينه على النار، وعقب ذلك أرسلنا اختصاصيات اجتماعيات إلى مدارسهن لبحث الأمر، وتمت إحالتهن إلى مستشفى الملك فهد العام، وبعد صدور التقارير الطبية تم التحفظ عليهن في دار الحماية الاجتماعية". وأوضح أن "الواقعة تكشفت عندما أبلغتنا مديرة مدرسة ثانوية تدرس بها الفتاة الكبرى، أن إحدى المعلمات لاحظت عدم ارتداء الطالبة للحذاء الخاص بها، وعندما استفسرت منها عن السبب، اكتشفت تعرضها لحروق عدة في القدم، وبالتحقق من الواقعة اعترفت الطالبة التي تدرس في الصف الثالث الثانوي أن والدها عنفها وشقيقتيها اللتين تدرسان بالصف الأول والثاني المتوسط، فتم تحويل البلاغ إلى الحماية الاجتماعية التي أكملت إجراءاتها في هذا الشأن". وأوضح ابن سرحان، أنه "بالتحقيق مع الفتيات أوضحن أن والدهن يقوم بإيذائهن وأشقائهن وشقيقاتهن الستة، حيث كان يقوم بكيهم في أجزاء مختلفة من أجسادهم باستخدام سيخ محمى"، مشيرا إلى أن ملف الحالة حول إلى الجهات ذات العلاقة، كما تم تحويل الأب للتحقيق. وأشار إلى أن "الأم كانت حائرة، فهي تعلم عن تعرض بناتها للتعذيب من جهة، ولكنها تخاف الطلاق من جهة أخرى"، مشيرا إلى أنه فور الانتهاء من التحقيقات سيتم توفير الحماية اللازمة للأسرة وفق النظام. من جهتها، أكدت الاختصاصية الاجتماعية في مستشفى الملك فهد العام بجدة خيرية المباركي ل"الوطن"، وصول الفتيات الثلاث المعنفات إلى المستشفى، وقالت "تم إعداد التقارير الطبية عن الطالبات، وتقييم حالاتهن، واتضح تعرضهن للكي بالنار، وكشفت الفتيات خلال استجوابهن عن قيام والدهن بإيذائهن"، مشيرة إلى تحويل الواقعة إلى شرطة جدة للتحقيق فيها.