في الفترة التي طغى فيها ركود الحراك الثقافي في معظم المؤسسات الثقافية على مستوى المملكة، لم يجد عدد من الأدباء والمثقفين، في السنوات الأخيرة، بدا من الاتجاه لتفعيل الحراك الأهلي عبر إنشاء صالونات ثقافية خاصة في جميع مدن المملكة، وكثير منها أسهمت في دفع عجلة الثقافة وتؤدي دورا أكبر من المؤسسات الثقافية الرسمية التي تخضع تحت إشراف وزارة الثقافة والإعلام بضوابط مشروعة، وقد أثرت بذلك الساحة الثقافية، وهذا ما دفع الكثير ممن استغلوا ذلك الحراك في تأسيس صالونات ثقافية أرادوا بها إضفاء مزيد من البهرجة والوجاهة الاجتماعية وبث أفكار خاصة بهم وتنصيب أنفسهم في واجهة المشهد الثقافي في صورة مخجلة نمت معها سلوكيات شوهت ذلك الحراك الثقافي! ومن هنا أتساءل: • الأفكار التي تتبناها الصالونات الأدبية الخاصة هل هناك جهة رسمية تشرف عليها وتتابع سير عملها؟! • عقد لقاءات وتنفيذ برامج وتأسيس لجان نسائية وإقامة ملتقيات ومحاضرات هل تم ترخيصها واعتمادها ومراقبتها؟! • القائمون عليها هل موثوق بهم وذوو أهلية، وأرضية توجهاتهم واضحة المعالم والمقاصد؟! أليس من حق إدارات الأندية الأدبية الإشراف عليها، واعتماد التراخيص لها لمزاولة برامجها، وفق ضوابط مشروعة بموجبها يتم إنشاؤها، وتجنب بث الأفكار والتوجهات التي قد تخل بقيم وثوابت المجتمع، وإثارة روح القبلية والتعصب، ومن يخالف تلك الضوابط يعرض نفسه للمساءلة القانونية؟! جميعنا لا ينكر أن الإرهاب ولد من رحم التطرف، وهنا نوجه رسالتنا دوافعها حب الوطن، التدخل من قبل الجهات المعنية في فرض الرقابة على الصالونات الأدبية الخاصة، وتقنينها، ووضعها تحت غطاء رسمي، وفق معايير وآليات معتمدة، فعدم الرقابة عليها يشجع على استغلالها لتصبح أوكارا لبناء وبث الأفكار المتطرفة!.