بعد 22 يوما من فجر ال11 من محرم المنصرم، تاريخ بدء عمليات القبض على أفراد خلية جريمة الدالوة الإرهابية في محافظة الأحساء، وإعلان "الداخلية" السعودية، أمس ارتباط زعيم الخلية بتنظيم "داعش" الإرهابي، رد المتحدث الأمني بالوزارة اللواء منصور التركي على سؤال "الوطن" خلال مؤتمر صحفي أمس، عن هروب "داعش" إلى الأمام عبر تنفيذ عمليات في الدول المشاركة في ضربات التحالف الدولي الجوية، بالقول "المتابع يلحظ سعي التنظيم لتحريك أتباعه في تلك الدول، عقب الضربات، لكن من الصعب تأكيد ذلك في المملكة". وفيما كشف التركي أن جميع عمليات القبض جرت داخل المملكة، قال"المتورطون سعوا للهروب إلى الخارج لكن استعداداتنا كانت عالية". وفي بيان "الداخلية" أوضح التركي أن رئيس الشبكة الإجرامية يرتبط بتنظيم داعش الإرهابي وتلقى أوامر التنفيذ والهدف والوقت من الخارج، مؤكدا أن عدد المقبوض عليهم في العملية بلغ 77 متورطا 73 سعوديا وتركي وأردني وسوري وآخر من حملة البطاقات، وأن بين عناصر الشبكة 32 سبق إطلاق سراحهم بعد انتهاء محكومياتهم، و15 مطلق السراح وهو قيد المحاكمة. وأضاف التركي في بيان أمس، أعقبه بمؤتمر صحفي مساءً، أن زعيم التنظيم اختار ثلاثة من أتباعه هو رابعهم، وبايعوه قبل أن يستطلعوا الموقع المستهدف، ثم قتلوا مواطنا واستولوا على سيارته التي استخدموها في تنفيذ الجريمة، إذ قتل 7 مواطنين وأصيب 13 آخرون. وتابع البيان "نفذ الأمن في مناطق عدة عمليات قبض متزامنة، شهدت مقاومة البعض، مما أدى إلى مقتل ثلاثة، سعوديين وقطري وإصابة سعودي، في حين استشهد رجلا أمن وأصيب اثنان. 22 يوما فصلت السعوديين عن جريمة الأحساء الإرهابية والقبض على كافة المتورطين الرئيسيين فيها، في إنجاز أمني جديد وصفعة قوية للتنظيمات الإرهابية، وبالأخص تنظيم داعش. وفي مؤتمر صحفي عقده المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أكد أن تحقيقات تجريها سلطات الأمن ستكشف من يقف خلف إرهابيي داعش الذين نفذوا جريمة الدالوة، ولم يستبعد أن يكون يحظى برعاية دول مستشهدا لذلك بتصريحات وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف والتي أشار في سياقها إلى أن التنظيم لم يظهر بشكل عشوائي، وإنما هناك من أسسه ويقف خلفه. وفي رد على سؤال ل"الوطن" حيال ما إذا كان "داعش" ينوي من خلال تنفيذ العملية تطبيق سياسة الهروب إلى الأمام جراء الضربات الموجعة التي وجهها إليه طيران التحالف، قال التركي "من يتابع التنظيم بعد الضربات الجوية يلحظ أنه يسعى بكل قوته إلى تحريك أتباعه لتنفيذ أعمال إرهابية يمكن أن يتطلع من خلالها إلى الضغط على الحكومات المشاركة في التحالف". غير أنه استدرك بالقول "من الصعب أن نؤكد ذلك في حالة العملية الأخيرة، لكن الثابت أنه وتنظيم القاعدة يسعيان إلى النيل من استقرار وأمن المملكة". وعما إذا كان منفذو الهجوم قد خططوا للهروب إلى دولة قطر نظرا لقرب الاشتباكات التي حدثت مع المنفذين من منفذ سلوى الحدودي، قال التركي "هم كانوا يسعون إلى الهروب والخروج من المملكة، ولكننا قابلنا ذلك باستعداد تام بالمدن والمحافظات ورفع الاستعداد الوقائي على الحدود لعدم تمكينهم من مبتغاهم". وعلق على تفسير وجود عدد كبير ممن أطلق سراحهم أو لا يزالون يخضعون للمحاكمة في تنظيم داعش، بأن هذا الأمر سيكون محل بحث مع ذوي هؤلاء، لكنه في المقابل أكد نجاح برامج مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في تقويم سلوك 2500 شخص، سبق أن سار في ركب منظمة القاعدة. وأوضح التركي أن هناك 2100 سعودي خرجوا إلى مواطن الصراع عاد منهم 600، مشيرا إلى أن 88 % من الخاضعين للمناصحة استجابوا للبرنامج، فيما انتكس 12 %.