لم يكن يعلم الطالب عبدالله الزهراني 17 عاما بالصف الثاني الثانوي، أن قدره يلاحقه وهو هارب من "المطر" أمس، فابتعلته حفرة للصرف الصحي قبيل أن يصعد سيارته المتوقفة بجوار مدرسته "سعيد بن جبير" الثانوية بحي الكيلو 14 شرق جدة ليلقى مصرعه بعدها. رفاق وزملاء عبدالله رأوه وهو ينزلق في حفرة الموت، وحاولوا مساعدته إلا أن جهودهم باءت بالفشل أمام منظر أزال فرحتهم بقدوم المطر، ليبلغوا على الفور الدفاع المدني، ويطلبون مساعدة الصهاريج المارة لشفط المياه لعلهم يرون زميلهم قبل أن يفارق الحياة. الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد سرحان، أوضح أن عبدالله غرق في خزان صرف صحي في حي كيلو 14، وأن غطاء الخزان تحت متهالك وتحطم تحت أقدام الطالب عندما مر من فوقه. وأكد مباشرة فرقة من الدفاع المدني لموقع الحادث بعد ورود البلاغ بوقت وجيز، حيث عملت الفرقة على شفط كميات من المياه وسط خزان الصرف والذي كان ارتفاع منسوب المياه فيه يبلغ 5 أمتار حيث تمكن الغواصون من النزول للخزان وانتشال جثة الغريق، وأن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة من يتبع له خزان الصرف الصحي والتأكد هل هو عائد لشركة المياه الوطنية أو للمدرسة التي يدرس بها الطالب أو لأحد سكان المباني المجاورة له. من جهته، أوضح المتحدث الرسمي للتربية والتعليم بمحافظة جدة عبدالمجيد الغامدي أن الطالب سقط في غرفة للصرف الصحي في الشارع المجاور لمدرسته، مشيرا إلى أن مدير التربية عبدالله الثقفي ومدير مكتب شرق جدة عثمان السهيمي ومدير الأمن والسلامة بالإدارة قد تواجدوا بالموقع برفقة أفراد وفرق الدفاع المدني والجهات ذات العلاقة بالحادثة. وفي الوقت الذي أكدت فيه مصادر مطلعة أن تهالك غطاء خزان الصرف الصحي تتحمل مسؤوليته الجهة المشرفة على مبنى المدرسة وهي إدارة السلامة بتعليم جدة، حاولت "الوطن" الحصول على رأي شركة المياه الوطنية حول مسؤوليتها عن رقابة مناهيل الصرف الصحي المكشوفة والمتهالكة، إلا أن ذلك لم يتسن حتى ساعة إعداد هذا الخبر. في حين أكد المتحدث الرسمي للأمانة محمد البقمي أن مندوبا من البلدية الفرعية التابعة للأمانة باشر الحادثة مع الدفاع المدني، وتحرير محضر مشترك بالواقعة، مشيرا إلى أن المسؤولية عن الحادثة سيحددها الدفاع المدني بعد الانتهاء من التحقيقات اللازمة.