ما بين الشك في حدوث خطأ طبي أو الوفاة بسبب شبهة جنائية، لفظت طالبة الطب أفراح العقيلي أنفاسها الأخيرة الجمعة الماضية في غرفة عمليات مستشفى جازان العام. وانتهت رحلة أفراح مع أحلامها بأن تكون يوما ما طبيبة أسنان، عندما نقلت إلى مستشفى جازان العام نتيجة سقوطها في منزلها لتكيل عائلتها بعد ذلك الاتهامات للطبيب الذي حاول إسعافها بأنه تسبب في خطأ طبي أفقدها حياتها. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه صحة جازان أن هناك شبة جنائية في وفاة أفراح وأحالت جثمانها إلى الطب الشرعي للتأكد من ذلك. وأوضح شقيق الفتاة منير العقيلي ل"الوطن"، أن شقيقته نقلت إلى مستشفى جازان بعد سقوطها داخل دورة مياه بالمنزل وهي في حالة ضيق تنفس ودوار. وأضاف: "أحد الأطباء باشر الحالة وأمر بإخراجنا، وخلال 10 دقائق دخلت فيها شقيقتي إلى غرفة الطوارئ خرج الطبيب ليخبرنا بكل برود أن الله أخذ أمانته، فاستغربنا من كلامه وعند دخولنا إلى الغرفة، فوجئت بشقيقتي وهي تنزف دما دون أن تتحرك، وقد شقت رقبتها، وحاولنا الوصول إلى الطبيب الذي أشرف على حالتها ولكننا لم نجده.. لقد هرب". وأضاف العقيلي: "الطبيب ذبحها، ولن نتنازل عن حقنا، ونطالب المسؤولين في صحة جازان بسرعة التحرك لمحاسبة المقصرين". إلى ذلك، باشرت الجهات الأمنية الحادثة بمستشفى جازان العام، وأوضح مصدر أمني ل"الوطن"، أن شرطة جازان تلقت بلاغا بالحادثة وانتقلت إلى الموقع وأن الحادثة لا تزال رهن التحقيق. من جهة أخرى، أصدرت صحة جازان بيانا لتوضيح ملابسات الطالبة أفراح العقيلي، وقالت في بيانها أمس: "إن المريضة حضرت إلي قسم الطوارئ يوم الجمعة في الساعة 1:45 ظهرا وكانت فاقدة للوعي وفي حالة اختناق حاد وتم تحويلها مباشرة إلي غرفة الإنعاش القلبي الرئوي، وبفحص المريضة تبين وجود آثار جرح سطحي عرضي بطول 6 سم في أعلي الرقبة مع وجود دم وعلامة احمرار ووجد أن نسبة تشبع الأوكسجين في الدم تبلغ 44%". وأوضح البيان أن الأطباء تعاملوا مع الحالة بضرورة عمل وضع أنبوب تنفسي لمجري الهواء بواسطة أطباء العناية المركزة الذين باشروا الحالة بوجود رئيس قسم العناية المركزة، وتمت محاولة وضع أنبوب مقاس 6 سم ثم مقاس 5 سم، ولكن كان هناك صعوبة في دخول الأنبوبة، مما اضطر أطباء العناية المركزة إلى عمل شق حنجري عاجل جدا لإنقاذ حياة المريضة؛ حيث إن المريضة ظهرت عليها علامات هواء تحت الجلد، وأثناء عمل ذلك الشق الحنجري وجد أن القصبة الهوائية منفصلة وعائمة وبها قطع نتيجة الإصابة الخارجية علي الرقبة. وأضاف البيان أنه تم عمل الإنعاش القلبي الرئوي ولكن المريضة انتقلت إلي رحمة الله وتمت إحالتها للطب الشرعي لتحديد سبب الوفاة الذي يشتبه أن يكون نتيجة شبهة جنائية.