دعا سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، المسلمين إلى تقوى الله حق التقوى، وقال إن من طبيعة الدنيا الهموم والغموم والأحزان هذه حال الدنيا "لقد خلقنا الإنسان في كبد"، فهي دار للأهواء والشدة والمعاناة والمقاسات ولا يترك من هذا إلا من تفضل الله عليه بالجنة التي لا هم ولا حزن على ساكنيها. وأوضح آل الشيخ في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض، أن هذه الهموم تختلف باختلاف أحوال الناس ومسؤولياتهم فهناك هموم عظيمة جداً سامية ألا وهي هموم سامية ذات مبدأ عظيم فمن ذلك اهتمام المسلم بأعماله الصالحة التي عملها وأخلصها لله وجعلها على وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فمع هذا الإخلاص والتطبيق يخشى على هذا العمل أن يصادف ما يحبطه من إعجاب أو رياء أو أعمال سيئة تضعف جانب ذلك العمل الصالح. ولفت النظر إلى أن من الهموم هموم طالب العلم أمام ما يرد عليه من معضلات ومسائل يهتم بها ليفتي الناس بها على وفق الشريعة الإسلامية ويهتم بما يرد عليه من أمور ليسعى في حلها على وفق الكتاب والسنة. وأضاف سماحته أن إمام الأمة يهتم بشؤون الناس وبأحوال الأمة وبأمنها واقتصادها وطمأنينتها وحل مشاكلها الاقتصادية أو السكنية، وهمه إصلاح الرعية وإحاطتهم بنصيحته وتوجيهه والحرص على منفعته ودفع الضرر عنه بكل ممكن. وبين أن رجال الأمن يهتمون بمسؤوليتهم في تعقب المجرمين والمفسدين والأخذ على أيديهم وعدم تمكينهم من إيذاء الناس كالمتسللين ومروجي المخدرات وغير ذلك همهم الوحيد أداء رسالتهم بتعقب المفسدين والأخذ على أيديهم والحيلولة بينهم وبين ما ينوون من فساد وشر. والمؤمن يهتم بشأن إخوانه المسلمين في كل مكان فيسوؤه ما يسمع وما يشاهد من هذه الفتن والمصائب التي حلت بالأمة، ويعلم أن هذا من هموم العباد. وقال مفتي عام المملكة: أيها المسلمون إن المسلم المظلوم يهتم بما وقع عليه من مظلمة، ولعله أن يصبر على محنته ويعالج قضاياه وفقاً لاستطاعته ولا يدفع الظلم بظلم أعظم منه وإنما يسعى لإنقاذ نفسه من هذه المظالم ويصبر على ما أصابه من أذى ويحتسب في ذلك، قال جل وعلا (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور)، وقال تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم)، وقال تعالى: (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم). وبين اهتمام العبد بما يصيبه من مصائب بنفسه وماله وولده فيصبر ويحتسب ويعلم أن هذا ابتلاء من الله ليظهر صبر الصابرين وصدق الصادقين، قال جل وعلا: (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم). وأضاف: إن من الهموم أيضاً اهتمام الإنسان بعقوق أبنائه وجفائهم له، فالأبناء والبنات إذا ربوا التربية الصالحة والتنشئة الخيرة فإن ذلك إن شاء الله عنوان صلاح واستقامة، وإنما يأتي الخطأ من إهمال الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم أثناء الطفولة والمراهقة وعدم الأمر والنهي وعدم التحذير من المنكرات، مبيناً أن الشباب أمانة في أعناق الآباء والأمهات لتبصيرهم في صغرهم وتنشئتهم على الخير والتقوى والصلاح، فالنشء ينشؤون على تربية الآباء والأمهات بالأخلاق الحسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.