تعددت وسائل الهروب من مشكلات وضغوطات الحياة، وقد تطورت تلك الوسائل كثيرا إلى أن وصلنا إلى وسيلة يعدّها البعض الخيار الأمثل والأوحد، وهي اللجوء إلى العالم الافتراضي. "تويتر" هو إحدى أهم وسائل الهروب الافتراضية، وبات الملاذ الذي نلجأ إليه، إلا أن هذا ال"تويتر" قد يجلب لنا الكثير من المتاعب التي لم نكن نتوقعها، خاصة عندما لا نكون كمغردين في أفضل حالاتنا النفسية، فكم من مغرد "جاب العيد" بتغريدة أطلقها وهو في "مود" سيئ، فجلب لنفسه متاعب لا تعد ولا تحصى! تشعبت ضغوطات الحياة، وتعقدت أكثر فأكثر، فأصبحنا نحتاج إلى جرعات افتراضية مخدرة، تخرجنا من العالم الحقيقي إلى العالم الافتراضي، الذي نتصور في دواخلنا أنه الحضن الدافئ والملاذ الآمن، ولكن ولسوء الحظ قد يزيد هذا العالم الافتراضي الطين بلة! فكما أن "تويتر" هو القشة التي تعلق بها الغريق، أو قل طوق النجاة، فقد يزيدنا طوق النجاة هذا غرقا، بل قد يصل بنا إلى القاع، فتصبح التعاسة أكثر من ذي قبل، ولكن هذه المرة تعاسة "تويترية" افتراضية من نوع خاص: عداوات وأحقاد، ومهاترات ومتاعب، وضغط نفسي نحن أصلا في غنى عنه، وربما تعقد الأمر أكثر من ذلك، ووصل بنا إلى الجهات الرسمية المعنية بقضايا النشر الإلكتروني، التي لا تحاكم الأشخاص بصفتهم المهنية بل بصفتهم الطبيعية، فالمغرد في نظرهم أياً كان يعدّ كغيره من المغردين، فجميعهم سواسية، ويتحملون تبعات كل ما يقومون به. من ناحية أخرى، هناك مغرد يبهرك بما لديه من غزارة في العلم والمنطق والحجة، لكنه "يخربها" أحيانا وذلك "حسب المود والمزاج"، فيجعلك تقول في نفسك: "صاحبنا اليوم جوه معكر"! لقد نجح "تويتر" فعلا في كشف المستور، وتعرية الكثير من مستخدميه، فمنهم من انتبه لنفسه مبكرا فأصبح يتوخى الحذر، ومنهم من وصل به "تويتر" إلى القاع وهو لا يدري. إذن.. يا عزيزي الفارس المغرد، عندما تكون في أسوأ حالاتك المزاجية عليك بالابتعاد عن "تويتر"، وإلا فإن "العيد جاي جاي" لا محالة!. عندها ستدرك أنك وقعت بين فكي "تويتر"، وقد تنجو منه بمعجزة أو قد يبتلعك!