قيل "ما الإنسان سوى ذئب للإنسان!"، مسكين هذا الإنسان الذي نقوم ب"تنتيفه" ليل نهار بمتعة غامرة.. مسكين لما يلاقيه من هذا الجحود..! صحيح أننا نواجه في حياتنا الكثير من المشكلات التي يتسبب بها أناس آخرون.. وغالباً ما يقف هؤلاء الآخرون وراء الكثير من الأزمات والكوارث التي تلحق بالجنس البشري.. بدءاً من المشكلات العاطفية التي تتعلق بثنائية (الذئب - الحمل الوديع) انتهاء بالمشكلات الكونية من حروب عالمية تتجاوز بضررها الإنسان إلى الأرض، ولكن مهما يكن من سوء، يظلّ في هذا الإنسان جانب غير "ذئبي".. (مكوّن) غفل عنه الكثيرون.. أو ربما يتغافلون عنه لتصعيد النبرة الدرامية في حياتهم، هذا الجانب الغائب أو الذي يعمد الآخرون إلى تغييبه مجاراة لبعض الأدبيات التي نقرأ فيها كثيراً وتحوز إعجابنا، هو الجانب الذي نعيش عليه، ونتصرف وفقه في حياتنا الشخصية، نبني عليه آمالنا وأحلامنا وعلاقتنا مع الآخرين.. حتى أننا وفي أثناء هجومنا الشرس على هذا الإنسان الذي لا يصلح سوى "للشواء في جهنم" على حد تعبير الروائي إنريكو دي لوكا نلتمس أجمل ما فيه من حب، عاطفة وتواضع. الإنسان ليس خيّراً بالطبع، وهو ليس شريرا أيضاً..! جدير بنا أن نسأل أنفسنا ومن قبل أن نقول بأن البشر ليسوا سوى مجموعة من الأوغاد الأنانيين الذين يستأثرون لأنفسهم بكل الخير، هل أنا شخص سيئ؟ هل أقوم بإيذاء الآخرين مع سبق الإصرار والترصد؟ هل أستمتع بالنيل منهم؟ هل أريد أن أستحوذ على كل شيء؟ هل أريد أن يكون الناس تعساء؟ هل سأترك صديقي إذا ما وقع في مشكلة ما؟ الإجابة عن هذه الأسئلة ضرورية جداً لكي نعرف ما إذا كان جميع البشر أشراراً أم لا .. دون أن نستثني أنفسنا من ذلك بالطبع، وأنا متأكدة تماماً بأن الإجابة عن هذه الأسئلة وبالقياس على أنفسنا ستكون ذات نتيجة مُرضية للجميع، فالبشر ليسوا أشراراً..! لأننا نحب ونريد أن نحظى ونمنح مشاعر الحب والصداقة.. لأننا نحزن على الظلم ونتعاون على الخير.. لأننا نريد أن نكون أفضل وأجمل.. مما نحن عليه الآن. افتحوا أعينكم وتأملوا في جمال قلوبكم وقلوب من تحبونهم.. وأشرعوا النوافذ واستمعوا إلى العصافير، ولكن لا تنسوا فؤوسكم فالذئاب موجودة.