قدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما تحياته للمسلمين في جميع أنحاء العالم لاحتفالهم بنهاية شهر رمضان وحلول عيد الفطر المبارك . وقال في بيان صدر مساء أول من أمس عن البيت الأبيض" إنه يتقدم بأطيب التهاني للمسلمين في الولاياتالمتحدة وحول العالم بمناسبة قدوم عيد الفطر المبارك ، حيث يعد عيد الفطر وقتا للتأمل الذاتي والتركيز على القيم التي يتشاركها الناس من جميع الأديان للقيام بالأعمال الخيرية والتعاون والرحمة ". وأضاف "أن العيد هو أيضا مناسبة للتفكير في أهمية التسامح الديني والاعتراف بالدور الإيجابي الذي قامت به الجماعات الدينية من جميع الأديان ، ومنهم المسلمون ، في الحياة الأمريكية". واختتم أوباما بيانه بالقول"بالنيابة عن الشعب الأمريكي نهنيء المسلمين في الولاياتالمتحدة وحول العالم في هذا اليوم المبارك وعيد مبارك". ودافع الرئيس أوباما أمس بشدة عن كيفية تعامله مع الجدل الذي نشأ من دعوة قس في فلوريدا إلى إحراق مصاحف، مؤكدا أنه يريد ألا يصاب آخرون بهذه العدوى. وقال خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض عشية الذكرى التاسعة لاعتداءات 11 سبتمبر 2001 "رغم أن هذه الدعوة صدرت من فرد معزول في فلوريدا، أريد ألا نشهد بروز مجموعة من الأشخاص في أنحاء البلاد يعتقدون أن إحراق القرآن سيتيح لهم جذب الانتباه". واعتبر أوباما أن اتخاذ القضية هذا البعد الكبير لا يتحمل مسؤوليته مسؤولون في إدارته. وقال "لا أعتقد فعلا أننا مسؤولون عن البعد الذي اتخذته هذه المسألة. ولكن في زمن الإنترنت، إنه أمر يمكن أن يتسبب لنا بكثير من سوء الفهم في كل أنحاء العالم. من الضروري إذن التعامل معه بجدية". معتبرا أن إحراق القرآن "يعرض جنودنا للخطر". وقال إنه يتوقع "عقبات هائلة" قادمة في مفاوضات السلام بالشرق الأوسط لكنه قال إنها مخاطرة تستحق العناء وإن الولاياتالمتحدة ستواصل مساعيها حتى إذا انهارت المحادثات. وقال "هناك عقبات هائلة من الآن وحتى النهاية". وقال أوباما إن المحادثات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس - اللذين من المقرر أن يجتمعا مجددا في مصر في يومي 14 و15 سبتمبر الجاري - تشكل فرصة لتحقيق هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل. وأضاف "كل من الطرفين بحاجة إلى الآخر... في نهاية المطاف سيكون الأمر بيديهما. "ما زلت متفائلا لكن هذا سيكون صعبا. إنها مخاطرة تستحق العناء لأن البديل هو الوضع الراهن وهو غير قابل للاستمرار. ولذلك إذا انهارت المحادثات فسنظل نحاول". وقال إنه أبلغ نتنياهو أن من المنطقي تمديد تعليق البناء الاستيطاني ما دامت محادثات السلام بالشرق الأوسط بناءة. وأضاف أن النجاح في التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين يمكن أن "يغير المشهد الاستراتيجي في الشرق الأوسط" ويساعد الجهود الأمريكية للضغط على إيران بخصوص برنامجها النووي. وقال "هذا شيء في صالحنا، نحن نفعل ذلك لأنه سيساعد في تأمين أمريكا أيضا". وقال إن اعتقال أو قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لا يزال يشكل أهمية كبرى بالنسبة للولايات المتحدة في الوقت الذي تحيي فيه ذكرى هجمات 11 سبتمبر. وقال"لقد نجحنا في تنفيذ الكثير من وعود حملتنا. أحد الوعود التي فشلنا فيها هو إغلاق معتقل جوانتانامو". وذكر أنه كان يريد إغلاق المعتقل "في أسرع وقت ممكن" في مهلة أقصاها 22 يناير 2010 بعد عام بالتمام على تسلمه ولايته، مضيفا "لقد فوتنا الموعد المحدد. لم يكن خطأ أننا حاولنا ولكن العبء السياسي" الناجم عن هذا الملف "صعب" التعامل معه. وقال أوباما إنه شهد بعض التقدم في محاربة الفساد في أفغانستان لكن الطريق ما زال طويلا. وأضاف "الطريق ما زال طويلا بيننا وبين ما نرغب في الوصول إليه في هذا الشأن". وأشار أوباما إلى بعض النجاحات التي حققتها حكومة الرئيس الأفغاني حامد قرضاي في مجال محاربة الفساد الذي يعتبر عاملا رئيسيا في تقويض الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد متشددي طالبان. وقال "سنواصل الضغط عليهم على هذه الجبهة. هل سيتحقق الأمر بين عشية وضحاها؟ على الأرجح لا". وأضاف أن الجيش الأمريكي والوكالات الأخرى العاملة في أفغانستان تحتاج إلى ضمان أن عملياتها لا تشجع الفساد. وقال "نحن نراجع كل ذلك باستمرار وربما تكون هناك مناسبات يحدث فيها ذلك. "لنتأكد من أن جهودنا لا تعتبر بشكل ما أنها تشجع الفساد. إذا كنا نعلن أن هذا مهم فيجب أن تتطابق أفعالنا مع ذلك".