يوما بعد يوم، تتكشف الكثير من المفاخر والنفائس التي كان يحتفظ بها شهيد الوطن النقيب محمد العنزي، فبعد مجموعة الصور التي تضمنت زيارة الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز له مصابا في مواجهة سابقة مع الفئة الضالة، تأتي "موهبة الرسم" للشهيد العنزي، لتبرز جانبا من نبل شخصيته، المكتنزة بالولاء والوطنية والسلام. "الوطن" لا تزال تواصل تقليب صفحات المجد والتاريخ للفقيد العنزي، حينما وقفت على إحدى اللوحات الفنية التي رسمها العنزي بيده، حينما كان طالبا في كلية الملك فهد الأمنية بتاريخ 13-7-1422، لتتجلى الموهبة الفنية، والحس الوطني الرفيع الذي يحمله الفقيد في وجدانه. الورقة التي تباهى بها سلطان الطفل الأكبر للفقيد، بحضور أمير منطقة القصيم، ووزير الداخلية، ونائب أمير القصيم خلال زيارتهم لمنزل الفقيد لتقديم واجب العزاء، تضمنت رسمة فنية غاية في الولاء والطاعة والمحبة لتراب هذا الوطن، ولقادة البلاد، حينما استغل الشهيد العنزي موهبته في الرسم بنسج خيوط اللوحة لتتشكل صورة مهيبة لموحد هذه البلاد الملك عبدالعزيز رحمه الله والتي أمهرها بتوقيع يحمل تاريخ 13-7-1422، حينما كان طابا ملتحقا بكلية الملك فهد الأمنية بمدينة الرياض. اللوحة الفنية تفاخر بها سلطان أمام الحضور، ولسان حال لسانه يقول: هذا والدي، وتلك خلجات فكره وقلبه، تجذرت حبا وولاء وزهوا بحب الوطن وقيادته. موهبة صرفها الفقيد في تعزيز ولائه وانتمائه لوطنه وقيادته، ليلجم كل متربص بتراب هذا الوطن ولحمته، معلنا لكل حاقد وباغ أن ولاء وانتماء شباب هذا الوطن فطري لا يحتاج إلى مهمة رسمية كي تظهر. أطفال الشهيد العنزي، سلطان "9" وسلمان "7" وباسل "5" سنوات، سيتوارثون هذا الإرث العظيم لوالدهم، الذي سيجعل من شقة والدهم الصغيرة والمستأجرة في محافظة عنيزة، وكأنها قصر منيف، يتترسون من خلفه مع والدتهم ضد نوائب الدهر، وصروف الزمان، ليقولوا للجميع: "الوطن.. حياتنا ومماتنا".