أمام لاعبي الهلال مساء اليوم مهمة تتطلب التركيز والهدوء حينما يبحثون عن أهداف محددة يأتي في طليعتها عدم وصول منافسهم "سيدني" الأسترالي لمرمى عبدالله السديري، ومن ثم يبحثون عن تسجيل هدف يعادلون فيه الكفة مع منافسهم، وبمجرد تخطي هاتين العقبتين فإن البحث عن هدف ثان وثالث حتماً سيأتي في ظل حضور الرغبة والتصميم على اختراق الدفاع المتكتل من قبل الأستراليين، وهو ما يميزهم في جميع المباريات التي خاضها الفريق في دوري أبطال آسيا. قراءة المنافس أولاً القراءة الجيدة من قبل مدرب الهلال للفريق الأسترالي تعتبر خطوة هامة في تعطيل أي نوايا في الهجمات المرتدة، إضافة لفك التكتل الدفاعي الذي يلعب فيه الفريق، وكان آخرها المباراة التي كسبها أمام الهلال على أرضه، وهذا أمراً يحتم على "ريجيكامب" ولاعبيه البحث عن أسهل الطرق للوصول لمناطق الخطر في دفاع "سيدني"، وهذا ما طبقه الزوري والشهراني في المباراة السابقة، إلا أن هذه الاختراقات لم تجد التمركز الجيد من قبل الشهراني و"نيفيز" والدوسري. تسريع رتم المباراة من أهم الواجبات التكتيكية أمام لاعبي الهلال هو تسريع رتم المباراة بقدر المستطاع، وهذا ما سيجعل كفة المباراة تذهب لمصلحتهم بسبب الفوارق المهارية التي يتمتعون بها عن منافسيهم، وربما يتحصلون على أخطاء قريبة من منطقة الجزاء أو داخلها نتيجة الضغط الذي سيواجه لاعبي المنافس بسبب هذه السرعة والمهارة التي يتميز بها سالم الدوسري وياسر الشهراني ونواف العابد. الصبر والثقة في مثل هذه المباراة التي تكون فرص التعويض ضعيفة جداً، فإن على لاعبي الهلال الصبر كثيراً في حال تأخر تسجيل هدف أول، وعليهم الثقة في قدراتهم حتى لا يجدوا أنفسهم يفقدون الكثير من تركيزهم ويتحول الأداء إلى العشوائية والاجتهاد، فالفريق المنافس يعتبر فريقا منظما ويلعب وفق إمكاناته دون أي مبالغة أو مجازفة، مطالبة اللاعبين بالهدوء والصبر يجب أن يواكبه تدخلات فنية في التوقيت والمكان المناسبين. لا للعرضيات الاعتماد على اختراق دفاعات المنافس من خلال أطراف الملعب كما هو متوقع يتطلب مباغتة دفاعات وحارس مرمى المنافس بالكرات الأرضية نتيجة تفوقهم في أي كرة عالية كما حدث في مباراة الذهاب، التي تألق فيها دفاع وحارس مرمى سيدني كثيراً، وتمكنوا من إبطال أي خطورة نتيجة التكوين الجسماني الذي يميزهم عن مهاجمي الهلال. "ريجيكامب" ودرس "سيدني" يجب أن يستفيد مدرب الهلال من المباراة الماضية التي تأخر فيها كثيراً حينما استعان بالعابد مع الدقيقة 81 ومن بعد السالم، فمباراة اليوم لها حسابات مختلفة تحتم عليه سرعة اتخاذ القرار وعدم منح أي لاعب وقتاً أطول كما حدث مع "نيفيز" الذي كان خارج الفورمة تماماً إلا أنه أبقاه حتى نهاية المباراة، وبهذا القرار فقد كان الهلال يلعب منقوصاً بسبب عجز "نيفيز" الدخول في أجواء المباراة، واستغلال الكرات الثابتة. اللعب ضد الوقت والمساحة حينما يلعب الهلال مباراته اليوم ضد الوقت والمساحة فهو أمر يتطلب التركيز وعدم الالتفات لما سيكون عليه حال الجماهير التي ستتفاعل حتماً مع كل تصرف سيصدر من اللاعبين، وهذا لا نتمناه، وسيكون تسجيل هدف مبكر في غاية الأهمية متى ما تحقق.