تعكف قيادات أمنية وعسكرية في مصر على وضع اللمسات النهائية لخطة جديدة لاجتثاث جذور الإرهاب من شبه جزيرة سيناء، بحيث تقضي الخطة الجديدة على الجماعات المتطرفة بصورة نهائية. وأكدت تقارير أمنية أن الأيام المقبلة سوف تشهد تحركات مكثفة على الأرض من جانب القوات المسلحة في سيناء للقضاء على البؤر الإرهابية والجماعات التكفيرية المسلحة. وأضافت التقارير أن اليومين الماضيين شهدا اجتماعات مكثفة بين قادة القوات المسلحة المعنيين بمكافحة الإرهاب ومختلف الجهات الإستراتيجية من أجل وضع التوصيات النهائية لاعتماد خطة مكافحة الإرهاب وضرب المعاقل التكفيرية، مشيرة إلى أن "الطيران المسلح سيواصل غاراته على قرى جنوب الشيخ زويد خلال الأيام المقبلة، إضافة إلى تكثيف طلعات الاستطلاع والمراقبة الجوية لمعرفة أماكن اختباء الجماعات التكفيرية المسلحة، وتمشيط المنطقة الواقعة في نطاق حظر التجوال بالكامل ورصد أي تحركات نوعية بها". وقال المتحدث باسم القوات المسلحة العميد محمد سمير "عناصر قوات حرس الحدود نجحت في تدمير 9 فتحات أنفاق جديدة بمدينة رفح، وإجمالي ما تم تدميره حتى الآن 1845 فتحة نفق على الشريط الحدودي بمدينة رفح"، موضحاً أن مشكلة الأنفاق الحدودية تعد أحد أبرز التهديدات المؤثرة على الأمن المصري، وتلقي بظلالها على استقرار الأوضاع في سيناء، باعتبارها أحد المصادر الرئيسة لدخول الجماعات والعناصر التكفيرية المسلحة إلى سيناء، وتقديم الدعم اللوجستي لهم وإمدادهم بالأسلحة والذخائر وتوفير الملاذ السريع لهم، بعد تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة. من جهته، قال رئيس حزب الإصلاح والتنمية، محمد السادات "تدشين الأحزاب والقوى السياسية لأول جبهة رسمية حزبية لمواجهة الإرهاب في مصر جاء انطلاقاً من مسؤوليتهم الوطنية لمواجهة الإرهاب والدفاع عن ثوابت الأمن". وأضاف في تصريحات إلى "الوطن" "الجبهة ستأخذ على عاتقها محاربة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، بما في ذلك المواجهة الفكرية للجماعات المتشددة والمتطرفة، باعتبار أن المعركة ضد الإرهاب ليست قصيرة، ولا يجب أن تقتصر على الرصاص فقط، ولا بد من خوض معركة الثقافة والفكر ضد الجماعات المتطرفة". في سياق منفصل، أكدت مصر أمس حرصها على عدم التدخل في الشؤون الداخلية الليبية، نافية مساندتها لبعض الفصائل على حساب أخرى. وقال مساعد وزير الخارجية لشؤون دول الجوار، السفير محمد بدر الدين زايد "موقف مصر ثابت من عدم التدخل في شؤون ليبيا الداخلية، ومصر لا تساند أي طرف، بل تؤيد فقط الحكومة الشرعية والمؤسسة المنتخبة وهي مجلس النواب، وسياسة مصر وتوجهاتها ثابتة، وتتمثل في عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، والحفاظ على وحدة أراضيها، ورفض المساس بهذه الوحدة، ورفض المساس بالشرعية". وفي السياق، كشفت مصادر أمنية مصرية عن معسكرات لتدريب متشددين على أرض ليبيا يستهدفون مصر، وتهريب مستمر للأسلحة عبر حدود البلدين المشتركة. من جهة أخرى، حذر الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، عمرو موسى من "سايكس بيكو" جديدة تستهدف أمن المنطقة العربية. وقال في كلمته بالجلسة الافتتاحية لندوة الأمن القومي التي يقيمها البرلمان العربي بمقر الجامعة العربية لاستعراض الموقف العربي الراهن والتحديات التي تواجهها المنطقة "الحالة العربية تغيرت في الوقت الراهن، ولم يعد الأمن يتصل بالعدوان الإسرائيلي على فلسطين كما كان في السابق فحسب، لكن توسعت الدائرة لتضم عددا من الدول، ولا يمكن أن تتم مناقشة الأمر بدون التطرق إلى الفتنة القائمة بين السنة والشيعة، التي تقضي على الأخضر واليابس، وتستمر لعقود طويلة". وأشاد موسى بالتجربة التونسية، مضيفاً أن "بلد ثورة الياسمين نجح بالفعل في الوصول إلى الديمقراطية عبر الأطر التي مرت بها، ويمكن تطبيق التجربة التونسية، التي أكملت استحقاقها الانتخابي البرلماني، في الدول العربية".