انطلقت في العاصمة السودانية الخرطوم أمس المباحثات بين الرئيس عمر البشير ورئيس الوزراء الليبي عبدالله الثني، الذي وصل في وقت متأخر ليل أول من أمس في زيارة تستغرق 3 أيام. وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي في تصريحات للصحافيين، إن الزيارة تؤكد أزلية العلاقات بين البلدين، وإن البرامج المصاحبة للزيارة ستفصح عن متانة العلاقات بين الحكومتين، وإنها في إطارها الصحيح وإن الجانبين يسعيان إلى تحقيق المصالح المشتركة. وأضاف أن رئيس الوزراء سيشهد خلال الزيارة تخريج عدد من الضباط الليبيين الذين تم تدريبهم بالبلاد في إطار الاتفاقية الأمنية العسكرية التي وقعها البلدان، عندما كان الثني وزيراً للدفاع، والتي من خلالها قدم السودان الدعم لليبيا. وتابع أن زيارة المسؤول الليبي كان يفترض اكتمالها قبل 10 أيام، لكنها تأخرت بسبب ارتباطات تخص الثنى. مشيراً إلى أن الزيارة تأتي في أعقاب اتهامات ليبية قبل عدة أسابيع للخرطوم بإرسال أسلحة إلى قوات "فجر ليبيا" ذات التوجه المتشدد، وهي الاتهامات التي تسببت في أزمة كبيرة بين البلدين، رغم نفي الخرطوم القاطع لها. من جانبه، قال وزير الدفاع السوداني الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين، بعد أن التقى الثني أمس، إن بلاده تدعم خيار جيش ليبي موحد يضم كافة مكونات الشعب. وشدد حسين في تصريحات للصحفيين، على أن الليبيين هم الأقدر على حل قضاياهم. وبدأ الثني زيارة للخرطوم ليل الاثنين تستمر لمدة ثلاثة أيام، يبحث خلالها العلاقات الثنائية وكل الملفات المشتركة بين البلدين الجارين. وجدد وزير الدفاع رفض السودان لأي تدخل عسكري من شأنه تعقيد الوضع في ليبيا. إلى ذلك، قال مصدر مطلع إن المشاورات الثنائية بين الجانبين تركز بصورة رئيسية على الملفات الأمنية المتشابكة بينهما، وأوضح أن الثني طالب الجانب السوداني بعدم دعم الفصائل المسلحة. من جهة أخرى، اتهم رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت قوات المتمردين بقيادة نائبه السابق رياك مشار، بخرق الهدنة وانتهاك الاتفاقية الموقعة بينهما لوقف القتال، وقال إن الاشتباكات تجددت في بلدة بانتيو الغنية بالنفط صباح أول من أمس، لافتا إلى أن الأحداث التي تشهدها البلاد خلفت أوضاعا أمنية وسياسية واقتصادية قد تستغرق وقتا أطول لمعالجتها. وفي الأثناء بدأت وساطة الهيئة الحكومية للتنمية بدول شرق أفريقيا "إيقاد"، مشاورات بشأن الجولة السابعة من المفاوضات بين الطرفين، ومن المتوقع أن تفضي هذه المشاورات إلى الإعلان عن الجلسة الافتتاحية للجولة السابعة من المفاوضات خلال اليومين المقبلين، بحسب مصدر مطلع في "إيقاد". وعقد رؤساء الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيقاد"، اجتماع قمة، في جوبا، الأربعاء الماضي، لمناقشة سبل تعزيز عملية السلام المتوقفة في جنوب السودان.