تبنى جيش العدل في بلوشستان مسؤولية إسقاط طائرة عسكرية إيرانية كانت تقارير تحدثت عن اختفائها قبل 18 يوما. وقال قائد الجيش صلاح الدين فاروقي، في حوار مع "الوطن" إن مقاتليه قاموا بإسقاط الطائرة التي كانت تحلق في أرجاء بلوشستان، وتحديدا في منطقة جبلية تدعى نصرت أباد بتاريخ 11 أكتوبر الماضي، التي راح ضحيتها 7 من كبار الضباط العسكريين في الحرس الثوري الإيراني، نافيا أن تكون العملية مدبرا لها، ولكنه وصفها ب"فتح من الله مبين". ولم يفصح قائد جيش العدل البلوشي عن أعداد مقاتليه لما قال عنه "أسباب أمنية"، مؤكدا أن قواته لا تعاني نقصا في الرجال، بل في العتاد. في الوقت الذي أشارت فيه تقارير إيرانية إلى أن طائرة تابعة للقوات الأمنية، وعلى متنها 7 ركاب، اختفت، وبدأت عمليات البحث عنها، بعد أن فقدت في سماء زاهدان شرقي إيران، كشف قائد جيش العدل في بلوشستان صلاح الدين فاروقي في حوار مع "الوطن"، أن الطائرة قد أسقطها جيش العدل في ال11 من أكتوبر 2014. ولم يفصح قائد جيش العدل البلوشي عن أعداد مقاتليه لما قال عنه "أسباب أمنية"، وجزم أن قواته لا تعاني أي نوع من أنواع النقص في الرجال، بل يقتصر النقص على العتاد. وقطع فاروقي، بعدم تلقي رجاله أيا من أشكال الدعم الخارجي، وقال في هذا الصدد "لم تصلنا طلقة واحدة من أي جهة خارجية، ومن هنا نعاني لأجل توفير الذخيرة الكافية للعمليات ولولا هذا النقص لكانت العمليات يومية". ملفات عديدة أطلع فاروقي "الوطن" عليها فيما يتعلق بالشأن البلوشي، فإلى نص الحوار: - أسقطتم طائرة عسكرية كيف تم ذلك؟ ومن كان على متنها؟ الطائرة الإيرانية كانت تحلّق في أرجاء بلوشستان في منطقة جبلية قريبة من مدينة "زاهدان" تُدعى نصرت آباد وكان في الموقع مجموعة من مقاتلي جيش العدل متوجِّهين لإتمام مهمة عسكرية حتى جاءتهم الطائرة من فوقهم وجرى استهداف الطائرة بالأسلحة المتوسطة حتى أسقطها الله بعد أن تفجّرت في الجو يوم السبت الموافق 11-10-2014، وأعلنت الحكومة الإيرانية عن فقدانها طائرة عسكرية، وتم بعد ذلك الاعتراف بمقتل أفراد الطائرة السبعة بينهم 4 من كبار الضبّاط العسكريين في الحرس الثوري الإيراني 3 برتبة عقيد نشرت الحكومة الإيرانية أسماءهم على موقع (فارس نيوز)، فلم تكن عملية مدبَّر لها من قبل، ولكنها فتح من الله مبين. - كم عدد "جيش العدل" وفي أي سنة بدأتم النشاط المسلح؟ لا يمكننا البوح بأعدادنا الدقيقة لدواع أمنية ولكن لا نعاني من أية مشكلة في التعداد ولله الحمد بل إننا لا نجد غالبا مكاناً لأفراد جدد، وذلك لعدم توفر السلاح فيتم تدريبهم وإرسالهم إلى ذويهم ولا يتم استدعاء كثير منهم للخوض في معارك وعمليات ضد القوات الإيرانية وذلك ببساطة لعدم توفّر الذخيرة الكافية، وأمّا بخصوص سؤالكم عن السنة التي بدأت فيها حركة جيش العدل بالنشاط العسكري ضد القوات الإيرانية فنقول إن أعضاء جيش العدل كثير منهم كان في الجبهات القتالية ضد إيران منذ بدء وتأسيس حركة جندالله على يد القائد عبدالمالك ريگي، وبعد اعتقاله رحمه الله تم الاجتماع من جديد ورصّ الصفوف واتِّحاد مجموعة كبيرة من الفصائل المسلحة المعارضة للحكومة الإيرانية في بلوشستان وإنشاء حركة جيش العدل بقيادتي في بداية 2012م. - كم عدد الذين قتلهم "جيش العدل" من القوات الإيرانية؟ لا توجد إحصائية دقيقة لعدد قتلى الجنود الإيرانيين على يد مجاهدي جيش العدل، ولكن الجدير بالذّكر أن الحكومة الإيرانية وبعد اعتقال عبدالمالك ريكي، اعترفت أن جندالله قتلت قرابة ال400 جندي إيراني في خلال نشاط الحركة الذي دام أكثر من 9 سنوات والمعروف من جانب الحكومة الإيرانية أنها لا تبوح بالحقيقة فيما يخص عدد قتلاها في المواجهات ضد المقاومة في بلوشستان، والحقيقة أن العدد يفوق هذا الرقم بل وأضعافه، وأما بعد تشكيل حركة جيش العدل تم تصفية وقتل أكثر من 300 جندي إيراني من قوات تعبئة وقوات للحرس الثوري الإيراني وضبّاط رفيعي الدرجة واستخبارات، واعترفت الحكومة الإيرانية حتى الآن بقتل ما يقارب ال40 عنصرا في قواتها. - لماذا لجأتم لحمل السلاح؟ أكثر من 35 سنة منذ مجيء الثورة المشؤومة في إيران على يد الخميني ولم تفتأ الحكومة الإيرانية تحارب هذا الشعب السني الموحد الأعزل وأعني شعب بلوشستان، وتمت إراقة دماء الآلاف من شبابنا ظلما وبغيا وعدوانا. فذهب ضحية التعنت الإيراني المئات من طلبة العلم الذين يحملون بين أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلّم وتفسير الكتاب المبين، وهم شعلة بلوشستان ونورها وضياؤها، تم استهدافهم وقتلهم من جانب الحكومة الإيرانية بدم بارد، إما باغتيالات أو حوادث مدبّرة أو إعدامات بتهم واهية واعترافات قصرية مسجلة، فلا أخبث من الحكومة الإيرانية وملالي طهران ولا أكبر إجراما منهم. ولو سلمنا لك جدلا بأن الحلول السلمية والحوار تجدي مع هؤلاء، فهل تحسنت العلاقات الإيرانية الخليجية بكثرة الحوارات؟ أم ازدادت شرخاً وعدوانا من جانب الحكومة الإيرانية؟ هذه حكومة لا سبيل للتعامل معها سوى الحل العسكري فتخضع ذليلة كسيرة لا تجرؤ على الرَّد. - ما هي نوعية السلاح لديكم؟ وهل تتلقون دعما خارجيا؟ يعلم الله لم تصلنا طلقة واحدة من أي جهة خارجية، ويعلم الله أيضا أننا نعاني من أجل توفير الذخيرة الكافية للعمليات، ولولا هذا النقص لكانت العمليات يومية بإذن الله، فكل ما نستطيع الحصول عليه هو دعم ذاتي من قبل الغيورين من البلوش الذين يساندوننا بالعطايا والهدايا وبعض المقتدرين منهم، لا نمتلك أسلحة نوعية، وإنما جل هذه الأسلحة أسلحة خفيفة وأخرى متوسطة، ولو كنا نملك أسلحة ثقيلة أو مضادات طيران لكان التمكين والمواجهة أكبر وعلى رقعة جغرافية أكبر، ونتمنى أن يأتي الدعم الخارجي من المسلمين لنري إيران ما يسوؤها، فلدينا أفراد باعوا نفوسهم رخيصة من أجل هذه القضية الإنسانية والإسلامية العادلة. - هل بإمكان سنة البلوش الالتحاق بوظائف مرموقة ومناصب عسكرية؟ منذ الانقلاب الخميني على الشاه هناك قانون في الحكومة الإيرانية يفيد بعدم جواز أن يكون حاكم البلاد أي (إيران) إلا موالي واثني عشري. ولا يوجد إلى يومنا هذا أي بلوشي أو من أهل السنة عامة يتقلد منصبا دبلوماسيا رفيعا في الحكومة الإيرانية ولو من باب التقيِّة والخداع السياسي! لا يوجد أي قائم مقام في مناطق بلوشستان بلوشي الأصل أو من أهل السنة والجماعة، ولكن بعد عمليات جيش العدل المتكررة في الفترة الأخيرة ضد الأهداف الإيرانية جرى وضع بعض المسؤولين في بلوشستان من أهل السنة، ولكن كل هؤلاء باعوا ضمائرهم قبل تقليد هذه المناصب ووافقوا أن يكونوا رهن طاعة الحكومة وسياساتها ولا يوجد للصادقين مكان في تلك المناصب بل يجري استهدافهم واغتيالهم كما هو معروف تاريخياً في بلوشستان. - هل للبلوش ممثل حقيقي في مجلس الشورى؟ في مجلس شورى إيران يتم فرز الأسماء قبل الشروع في الانتخابات على بعض الأسماء، فيتم إبعاد كل شخص يجدون في قلبه ذرة إيمان أو خوف على أهله وقوميته أو حتى إذا كان متديِّناً أو محباً للصحابة رضوان الله تعالى عليهم وذلك باتهامه بالتطرف والتعصب المذهبي! وعلى سبيل المثال لا الحصر، كان هناك عضو في البرلمان الإيراني يدعى "مسعود هاشم" وكان ممثلاً عن مدينة "خاش" البلوشية وكان صادقا أمينا محباً للخير مساعدا للمحتاج، وعرف عنه حبه للدين وللمشايخ والدعاة من أهل السنة الفضلاء جرى استهدافه من قبل أجهزة الاستخبارات الإيرانية بحادث مروري مدبَّر. وشخص آخر يُدعى "عبدالعزيز دولتي" وكان ممثلا عن مدينة "سراوان" كان مصاحبا للعلماء والدعاة في بلوشستان، وكان دائم الملازمة للداعية عبدالحميد إسماعيل زهي في زاهدان، لم يكمل دورة انتخابية واحدة حتى جرى استبعاده بتهمة العنصرية والتعصب للمذهب، وكذا عضو في البرلمان الإيراني الشيخ "نظر محمد ديدكاه" كان ممثلا عن مدينة فهرة البلوشية المعروفة حاليا ب"ايرانشهر" وله فيديو مشهور ومنتشر في اليوتيوب بسببه جرى اعتقاله قال تحت قبة البرلمان "نحن أهل السنة عامة وشعب بلوشستان خاصة نتعرض للتمييز العنصري ويتم التهجم علينا وعلى أصحاب نبينا تحت قبة البرلمان أيضا، فكيف تفكرون بتوافق شيعي سني وهذا التجييش الإعلامي والتحرش الطائفي موجود!؟" قامت الحكومة الإيرانية باعتقاله وتسجيل اعتراف مصور له يدين نفسه قائلا: (أنا جاسوس إسرائيلي أرسلوني لإيجاد تفرقة عنصرية بين الشيعة والسنة في إيران وما قلته تحت قبة البرلمان قاموا بتلقيني في الاستخبارات الإسرائيلية) بعدها اعتقلوه وأعدموه شنقا. ذاك الشيخ الفاضل رغم أنه وقبل الشروع فيما قاله تحت قبة البرلمان قال وبدافع سياسي (نحن البلوش وافقناه على الثورة ونؤيده).. ففي حقيقة الأمر البرلمان الإيراني أو مجلس الشورى لا يمثل أي شكل من أشكال العدل بل هي تمثيلية ومن يتم وضعه في البرلمان يكون مرضيا عنه والتاريخ يشهد على ذلك. - كم عدد البلوش، وهل من عمليات عسكرية تنفذونها ضد إيران بشكل دوري؟ يبلغ تعداد أبناء قبائل البلوش في منطقة بلوشستان العظمى حوالي 24 مليون نسمة مقسمة بين إيران وباكستان وأفغانستان، وحسب الإحصائية الحكومية فإن تعداد البلوش في بلوشستان إيران يقدر بحوالي 5.5 ملايين والعدد أكثر من ذلك حتما، ويتوزع غالبية السُّكان في منطقة "سيستان بلوجستان" ومناطق بلوشستان القديمة التي جرى تقسيمها وحذفها في عهد العنصري شاه ولا يزال أعداد كبيرة من سكان البلوش يقطنون تلك المناطق التي كانت جزءا من أراضي البلوش وهي جنوب خراسان وشرق كرمان ومنطقة هرمز وأجزاء من الأحواز، وهذه سياسة استعمارية قديمة لجعل منطقة البلوش أصغر ما يمكن لخوف الحكومة الإيرانية من استقلالها ذات يوم. وأما بخصوص سؤالكم عن العمليات فإنها جارية على قدم وساق بحمد الله، فبعد إنشاء حركة جيش العدل بدأت العمليات بشكل دوري حتى وصلت إلى 5 عمليات متنوعة ضد القوات الإيرانية في الشهر الواحد وباعترافات من قياديين في الحرس الثوري الإيراني وخصوصا العمليات الأخيرة في الشهر الماضي والحالي، حيث وصلت لأكثر من 7 عمليات. - ما هي الحقوق التي تطالبون بها لتوفير عيش كريم على أراضيكم؟ هدفنا أن تكون الإدارة في بلوشستان تحت أيّدينا ولدينا القدرة بفضل الله على السيطرة وبسط الأمن، وبوصولنا إلى هذا الهدف سنجنّب بإذن الله الدماء المعصومة أن تراق وسننتهي من مشكلة الاعتقالات العشوائية دون ذنب أو تهمة، ولن نجد أحدا يغتال علماءنا وشيوخنا بدافع طائفي مقيت، ونحفظ دمائنا ونكون أحن على شعبنا من هؤلاء المحتلين المجرمين الذين يكرهوننا. - كيف تنظرون لغيركم من الشعوب مثل الأحواز والأكراد الذين يعانون من السياسات الإيرانية المجحفة والانتهاكات المتكررة لحقوقهم؟ لا نشفق فقط على الشعب الأحوازي أو الكردي، ولكن على سائر الشعوب الإسلامية التي تتعرض للظلم والاضطهاد، ولكن واجبنا الديني والقومي يتطلب منا أن ندافع عن شعبنا على الأقل ونعتقد أن غيرنا من الشعوب المضطهدة في إيران وكافة أهل السنة إخواناً لنا، فنحن نعلم أن هذه الحكومة المجرمة حريصة على استهداف أهل السنة، سواء في الأحواز أو كردستان وتترك الشيعة أو المتشيعين يعيشون في رفاهية، ومن أجل توسعهم وبسط نفوذهم ونشر معتقدهم يدفعون الأموال والإغراءات، فوالله إنهم إخواننا ولو كنا نملك القدرة لقمنا بإنشاء جيش في كل من الأحواز وكردستان ولم نكتف بديارنا فالعدو واحد.