تقرأ الطفلة زهرة في كتاب المطالعة "أبي اشترى لنا بقرة" يرد الأب من آخر الصالة "لا أبي اشترى لنا عنزة".. "لماذا عنزة يا أبي"؟ يتساءل الطفل أحمد. يجيب الأب "لأنها أرخص". الأم تقلب صفحات مجلة فنية تصرخ وتولول" شوف ياخويا معجزات الأرض بدل البقرة والعنزة". تعرف هيفاء وهبي مهرها كم كان؟ يتجاهل الأب بقرف، تسأل زهرة كم يا ماما؟ 20 مليون دولار و40 مليون دولار مؤخر صداق، يتساءل الأطفال إيش يعني دولار يابابا؟ تكمل الأم تعرف إلهام شاهين كان مهرها 5 ملايين جنيه مصري وليلى علوي مليوناً ونصف المليون دولار وياسمين عبدالعزيز 5 ملايين دولار. يحاول الأب أن ينهي حديث الملايين، لكن إصرار الأطفال على معرفة كل شيء كان يتعاظم وخاصة أن البعض يعتبرهم قدوة حسنة ولا بد في يوم من الأيام أن يكون حلم زهرة الغناء وتتزوج بمهر يفوق مهر هيفاء وأن يختبر أحمد صوته لأنه يريد أن يكون مثل أحد فناني "الغفلة " الذين لا درسوا ولا اهتموا بالثقافة. نحن الآن أمام معضلة كبيرة بدأت تشتعل في وعي طلابنا الذين أصبح همهم إما أن يكونوا فنانين أو لاعبي كرة قدم بعيداً عن إكمال التعليم. البعض يرى أن أخبار البطالة التي تتصدر العناوين هي السبب والبعض يتهم التلفزيون والفضائيات التي تحولت إلى برامج "تفريخ المواهب" دون الاهتمام ببرامج المواهب الأخرى في الثقافة والاختراعات. ما الحل إذاً؟ في الحقيقة لا توجد حلول ولكن الأسرة قادرة على انتشال أطفالها من أحلام الضياع وإن كانت عند البعض أحلام الثراء. لا تسألوني كيف وصلنا إلى هذه الحال لأن أقصر الطرق الأكاديميات، أعني برامج المسابقات الغنائية واحتراف اللاعبين. تابعوا إعلانات الفضائيات حول مسابقاتها تشعروا أن الهدف مازال مفعلا وهو أن يكون لكل مواطن عربي من شرق الماء إلى غربه فنانة وفوق البيعة راقصة. أرجوكم من له رأي حول هذه المسألة فليدلِ بدلوه، فهذه مسائل تحير آباء وأمهات هذا الزمان. فإما أن يكون أبناؤهم فنانين أو رقَصَة والعياذ بالله أو فنانات وهذا الطموح هو المتمدد في خارطة أذهانهم.