تكثر الغابات الشجرية وتتنوع النباتات الحيوية في المملكة، فهناك أنواع من الأشجار النادرة التي تتميز بجمالها وقيمتها ودورها الاستراتيجي الذي تلعبه سواء من الناحية الصحية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، ويعتبر شجر الرنف ذو الأزهار الجميلة الصفراء والبيضاء الذي يزين جنبات الجبال التي يتواجد فيها في الأجزاء التهامية من منطقة الباحة من الأشجار الجميلة والنادرة في المملكة. وعن مدى معرفة المواطنين بهذه الأشجار وقيمتها يقول الباحث أحمد الغامدي من محافظة المخواة: "تعد أشجار الرنف من الأشجار الجميلة في منطقة الباحة، لاسيما المناطق التهامية منها، حيث يكثر انتشارها هناك، وهو شجر ينبت على ارتفاعات ما بين 400 إلى 900 عن سطح البحر، وهنا في تهامة الباحة بيئات يتكاثر فيها فعرفت باسم هذا الشجر كالرنفات، نسبة إلى أشجار الرنف الذي يتكاثر فيها، وهي إلى الغرب من محافظة المخواة، كما رأيته يتكاثر تحت صخرة أم لقمان في السفح الغربي لجبل شدا الأسفل، وفي الطريق إلى مركز بطاط جنوب محافظة المخواة". ويضيف الغامدي "ربما لا يدرك الكثير من الناس القيمة الجمالية لهذه الشجرة، وهذا في اعتقادي يعود إلى التعود عليها، فهي طبيعية بالنسبة لهم، لكن الذي يشاهدها لأول مرة لاسيما عند إزهارها ستلفت انتباهه بجمال أزهارها ورائحة الأريج الذي تطلقه من الأزهار". وعن تسميتها في تهامة الباحة يقول الغامدي "اسمها المتعارف عليه هنا هو "الرنف"، وهو نفس الاسم الذي عرفت به الشجرة عند العرب، فأبو حنيفة يقول "الرنف من أشجار الجبال، تنضم أوراقه إلى قضبانه ليلا وتنتشر نهارا". وقال مرّة "البهرامج فارسي، وهو الرنف، وهو ضربان وكلا النوعين طيب الرائحة"، وقال أبو نصر "الرنف بهراج البر"، وقال غيره إن "قاتل تأبط شرا في تهامة لاذ برنفة، فلم يزل تأبط شرا يجذمها بالسيف حتى وصل إليه فقتله". وعن أهمية أشجار الرنف وإمكانية استنباتها كشجرة زينة في شوارع المملكة قال أستاذ الغابات بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور إبراهيم عارف "أشجار الرنف أو ما يسمى ب"أشجارالبوانسينا" متعارف عليه عالمياً ب Delonix elata، التي تنمو طبيعياً في جنوب غرب المملكة، وفي المناطق المشابهة لها في كل من مصر واليمن، ومنها نوع ثان يسمى البوانسينا، ولكن يختلف من حيث لون الأزهار والثمرة، وينتشر هذا النوع في المناطق شبه الاستوائية وداخل المملكة". وعن فوائد هذه الشجرة أوضح أن "أشجار الرنف لها عدة فوائد، حيث تعتبر من الأنواع المرغوبة في تغذية الحيوانات، خاصة الماعز التي تأكل ثمارها، وهي خضراء، ويزورها النحل، وتؤسس الطبقة الأولى العيون السداسية". وأضاف أن لها عدة فوائد أخرى سواء الأوراق أو أجزاء من الساق، خاصة فيما يتعلق بإنتاج أنواع من الصبغ، وكذلك يتم طحن بذورها واستخدامها في عدة صناعات علاجية". وأشار الدكتور عارف أن "هذه الأشجار تتميز بتنوع أزهارها، فمنها الأصفر والأبيض والأحمر، وتعتبر من أجمل النباتات في مجال الزينة في الحدائق والمتنزهات، خاصة في بيئاتها التي تنمو فيها طبيعياً، كما تتميز هذه الأنواع بمقاومتها للجفاف، ولها ميزة حيث أثناء الجفاف أو قلة الأمطار تعطي أزهارا بشكل كبير بينما في موسم الأمطار تعطي أقل". وأوضح الدكتور عارف أنه يلاحظ تناقص أعداد هذه الأشجار، مما يتوجب الحفاظ عليها في أماكن انتشارها مرجعا السبب في تناقص هذا النوع إلى عامل الإزالة المستمر، نتيجة التوسع الزراعي والعمراني في بيئاتها، مما يستلزم إجراء أبحاث ودراسات لهذا النوع من الأشجار لاستكثاره، ومحاولة جعله أشجار زينة تزين به الشوارع والحدائق".