من حق كل سعودي أن يفخر ويفاخر بنجاح موسم الحج لهذا العام بامتياز على هذا النحو الذي شهد به القاصي والداني، ومن المؤكد أن هذا النجاح لم يكن صدفة أو مجرد ضربة حظ، بل نتيجة لتراكمات خطط الدولة المتعاقبة لضبط هذه الشعيرة، وتحقيق راحة الحجيج في كل مراحل نسكهم، وما بذله صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في هذا المضمار، خلال سنواته السبع أميراً للمنطقة، الذي أكمل مشواره وبنى عليه الأمير مشعل بن عبدالله أمير المنطقة، وقبل هذا وبعده دخول المشروعات العملاقة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الخدمة في الحرم المكي، وأم القرى والمنطقة بشكل عام. لكن ما يجعل للنجاح في هذا العام قيمة استثنائية، هو إثبات المملكة قدرتها الفائقة على إدارة هذه الشعيرة، وهي تستقبل المسلمين بهذا الزخم من أنحاء العالم، وسط ظروف يعيشها العالم الإسلامي ملأى بالفتن التي هزت الكثير من دوله هزاً، ورغم ذلك نجحت المملكة في إدارة موسم من أنجح المواسم أمناً واستقراراً وراحة لضيوف الرحمن، حيث أبلى رجال الأمن وأشاوس الدفاع البواسل البلاء الأوفى لتحقيق هذا الأمن النموذجي، وقطعوا الطريق على المتوعدين والمهددين بإفشال الموسم، ورد الله كيد هؤلاء الخوارج وباؤوا بالفشل الذريع، ولم تهتز شعرة واحدة في رأس القائمين على الحجيج. ومما يثلج الصدر أيضاً أن الرحمن - جل وعلا - قد منّ على ضيوفه فمضى الموسم دون إصابات مرضية تذكر رغم تهديد وبائين عظيمين "الكورونا" و"الإيبولا"، ومضى الموسم بحمد الله دون إصابة واحدة وسلم كل الحجاج. تحية تقدير وعرفان للقائد الهمام عاهلنا المفدى ولسمو ولي عهده وسمو ولي ولي العهد، ولكل رجال الأمن والدفاع الأشاوس، وللمتطوعين النبلاء في خدمة الحجيج ولكل الوزارات الخدمية، التي أبلت البلاء الحسن لخروج الموسم بهذه الصورة التي يعتز بها كل مواطن سعودي، بل وكل مسلم في أرجاء العالم. ولكل مواطن سعودي أردد مقولة خالد الفيصل "ارفع رأسك.. أنت سعودي".