من أعلى جبل الرماة بالمدينةالمنورة حيث وفود الحجاج تملأ المنطقة التاريخية يستمعون لتوجهات مرشدي الحملات، استرجع الحاجان "إسلام" و"شفيق" من باكستان ذكريات الماضي متأملين بموقعة شهداء أحد التاريخية التي لا تزال تحفظ السيرة النبوية وقد بدت عليها وجل هيبة المكان الذي شهد إحدى غزوات النبي، صلى الله عليه وسلم، في تلك المنطقة التاريخية. فمع الصباح الباكر توجه "إسلام" و"شفيق" إلى جبل الرماة ومنطقة سيد الشهداء 4 كلم شمال المسجد النبوي ليسترجعا الذكرى التاريخية في تلك المنطقة وهما يحملان خارطة للموقع بلغة "الأردو"، ويلتقطان الصورة التذكارية من أعلى قمة الجبل الذي يشهد حركة مستمرة من آلاف الحجاج يومياً لإحياء السنة النبوية بزيارة أكثر من 70 شهيدا احتضنتهم أرض المعركة منذ عهد النبوة. وفي منطقة قبور الشهداء، "إسلام" و"شفيق" يتمتمون بالدعاء وبدأ مرشدهم في التعريف ببعض أسماء الشهداء وأدوارهم في المعركة، مستخدما المكبر الصوتي الذي يحمله على كتفه وبعض الخرائط التوضيحية لأرض المعركة، ومع هذه الزيارة يصف إسلام وشفيق الأدوار البطولية التي قام بها الصحابة في تلك الغزوة، مستدركين ما قد وصفه لهم مرشدهم ويبدؤون في حفظ تلك السير والأحداث لسردها لذويهم حال عودتهم بعد الوقوف عليها على أرض الواقع. ومع قرب فترة مغادرتهم المدينةالمنورة وعودتهم إلى بلادهم، يقول "إسلام" و"شفيق" إن هذه الأيام لن تتكرر لهم في القريب العاجل وهم يحاولون استغلال الوقت المتبقي في زيارة المناطق التاريخية بالمدينةالمنورة، حيث قاموا بزيارة مسجد قباء ومنطقة سيد الشهداء والتي تضم جبل أحد وجبل الرماة وفي الأيام القادمة سوف يزوران مسجد القبلتين الذي صلى فيه أهله بقبلتين، حيث كانوا متوجهين لبيت المقدس في الشمال ليتحولوا بعد سماع المنادي للكعبة في منتصف صلاة العصر، تقيداً بالهدي النبوي ثم إلى ومسجدي الفتح والغمامة وغيرهما من المناطق التاريخية التي بقيت شاهداً على سيرة الحبيب لأكثر من 1400 عام.