في عام 2008 نشرت الملحقية الثقافية السعودية في فرنسا رواية "مقهى الشباب الضائع" لباتريك موديانو، الذي يتميز عن الروائيين الفرنسيين، بعلاقته الوطيدة مع باريس إذ يتخذ من فضاءاتها مسرحا لأعماله. وترجم العمل محمد المزديوي وهو روائي وصحفي، كتب للكثير من الصحف كالعرب والشرق الأوسط، وله العديد من الترجمات منها رواية "احتمال جزيرة" لميشيل ويلبك ورواية "الأمير". ورواية "مقهى الشباب الضائع"، تمثل نموذجا لهذه العلاقة بينه وبين المكان، وهنا يختط للماضي صورا عبر شخوص متنوعة وحكايات تنضح بالشجن الإنساني. وانطلاقا من مقهى "كوندي" ينسج الكاتب رؤية تكونها التفاصيل والمشاهد المتقاطعة عبر ذلك المقهى، بسرد الذكريات وتقاطعاتها، في محاولة من بعض الشخوص لفهم معنى "العوْد الأبدي"، كما تسعى الرواية إلى أن تجعل من استبطان حب اللحظات الهنية، الحيوية، وسيلة لمقاومة المحْو الذي يبذره الزمان في الذكريات والأماكن والعواطف. باتريك موديانو فرض نفسه ككاتب وهو في الثالثة والعشرين من عمره حين نشر أول رواية له (ساحة النجمة) وحاز جائزة "روحيه نيميه"، تتميز كتاباته بالعمق وتسليط الضوء على الهوية و فشل الإنسان، ويسعى دوما إلى حفظ الذاكرة. حاز جائزة الأكاديمية الفرنسية الكبرى للرواية وجائزة غونكور عن رواية "شارع المتاجر المظلمة" عام 1978. وفي عام 1984 منح جائزة مؤسسة (بير دي موناكو) تقديرا لمشواره الروائي الثري.