سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"وسادة" فائض الإنتاج تهوي بأسعار النفط إلى 92 دولارا خبير ل"الوطن": دول "الميليشيات" من خارج "أوبك" زادت إنتاجها الحرب على "الإرهاب" وركود أميركا والصين سببا التراجع
نظراً للحرب العالمية ضد الإرهاب في مناطق النزاع العربية القريبة من محاضن النفط الثرية بوقود معظم اقتصادات دول العالم، ولأسباب أخرى تتعلق بزيادة الإنتاج، الذي تشترك فيه دول من داخل أوبك وخارجها، وما تسعى له بعض الدول لخلق وسادة من الفائض، تضمن لدول التحالف عدم ارتفاع الأسعار جراء انعكاسات الحرب ضد الإرهابيين، سجلت أسعار النفط أدنى مستوياتها منذ منتصف 2012. ولم يكن هذا الانخفاض حالة نادرة في أسواق النفط إنما عاشت لحظات أشد سوءا، كان أبرزها أواخر التسعينات الميلادية حين هبط إلى ما دون 10 دولارات، تلتها تذبذبات في عدد من المراحل التاريخية، كان من بينها عام 2008. ويلخص خبراء نفط أسباب هذا الانخفاض في 5 نقاط، منها دول تسببت بزيادة إنتاجها في هذا التدني، إلى جانب ما سببه التحالف الدولي للحرب على الإرهاب، إضافة إلى الركود الاقتصادي في الصين وأميركا، وغياب العوامل الموسمية أيضا عده الخبير سبباً يشترك في الانخفاض، وآخر المسببات ارتفاع سعر صرف الدولار وهو عملة عقود النفط العالمية. ويرى الخبير الكويتي في شؤون الطاقة حجاج أبوخضور، في رأيه ل"الوطن" أن الدول من خارج منظمة أوبك زادت إنتاجها، وتسببت في كثرة المعروض مقارنة بالطلب، كما أن دول أعضاء في المنظمة كالعراق وليبيا تشهد أوضاعا غير مستقرة مع زيادة إنتاجها النفطي الذي تسيطر عليه ميليشيات تعكر الأمن في المنطقتين، وبالتالي فإن الاعتماد على هذا المصدر يسبب قلقا لسوق النفط. وأوضح أن التحالف الدولي في الحرب ضد الإرهاب بالمنطقة، يعد عاملا أساسيا في تدني الأسعار، إذ إن بعض الدول تزيد من الإنتاج في الأزمات لتوفر وسادة آمنة من الفائض، مشيرا إلى أن نتائج الحروب قد تكون سلبية وقد يرتفع سعر البترول، لذلك فمن الخطط الاستراتيجية التي تتخذها الدول هو هذه الوسادة الآمنة. وأضاف حجاج قائلاً: "الركود الاقتصادي في الصين وأميركا، وتراجع النمو في الصين نتج عنه تراجع عن الطلب، وبالتالي فإن الفائض سيكون مرتفعا، وهناك عوامل موسمية تسبب بارتفاع أسعار النفط كالأعاصير وفصلي الشتاء والصيف وهذه الأسباب الموسمية فعاليتها لم تكن كما كانت عليه في السنوات الماضية، كما أن السياسة النقدية لها دور فنجد أن الدولار مرتفع، بالتالي المتاجرة بالنفط أصبحت أقل كون السعر بالدولار ارتفع سعر صرفه". وشهد السوق النفطي أمس نزول خام برنت عن 92 دولارا للبرميل مع تنامي المخاوف من تخمة معروض جراء خفض أسعار خامات السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، فضلا عن البيانات الضعيفة للاقتصاد العالمي. ويتزامن تراجع النفط بالتوازي مع انخفاض الأسهم الأوروبية قبيل اجتماع البنك المركزي الأوروبي اليوم، إذ ينتظر المستثمرون لمعرفة إن كانت خطة ماريو دراجي رئيس البنك لشراء الأصول قادرة على إشاعة الثقة في اقتصاد منطقة اليورو. وجاءت تخفيضات الأسعار الحادة من أرامكو السعودية للمشترين الآسيويين أول من أمس، كأوضح مؤشر حتى الآن على أن المملكة تسعى للتنافس على حصة في سوق الخام مما زاد المخاوف بشأن المعروض.