فيما تتراوح أسعارها بين 1300 و2000 ريال للرأس الواحد، لم تجد وزارة الزراعة أية غرابة في قيم الأضاحي المعروضة في الأسواق. وقال وكيل الوزارة والمتحدث الرسمي باسمها المهندس جابر الشهري ل"الوطن"، إن الارتفاع في أسعار المواشي لهذا الموسم يعد طبيعيا بالنظر إلى زيادة الطلب على العرض، فيما ذكر أن من بين الأسباب الإقبال الجماعي على الشراء دفعة واحدة، وهو ما اعتبره مشجعا لرفع الأسعار. ما تراه "الزراعة" طبيعيا لم يكن كذلك بالنسبة للبعض، إذ برز من ضمن الأسباب التي أسهمت في رفع أسعار الأضاحي عاملا زيادة أسعار الشعير والأعلاف وانعدامها. وذكر بائعون أن السوق شهد شحا مستغربا لغذاء الخراف أدى إلى رفع سعرها. في حال كان الدخل الشهري للمواطن 5 آلاف ريال فإنه يتوجب عليه دفع 50% من دخله لشراء أضحية في عيد الأضحى، إنه السيناريو الذي يتكرر كل عام في هذا الموسم تحديدا، والسيرة التي لا يكاد مجلس يخلو منها، إلا أن النقاشات الطويلة تنتهي بالتسليم بتجاوزات المسيطرين على السوق دون اعتبار لمعادلة العرض والطلب وغياب الرقابة من الجهات المختصة، وبذلك تحولت الأضحية من سنة مؤكدة على الميسور إلى عبء اقتصادي يتحتم ضبطه ومراقبة أسواقه. مستهلك بلا ثقافة متابعون ألمحوا ل"الوطن" إلى أنها مشكلة ثقافة استهلاك قبل كل شيء، حيث لم يعد يخضع أمر سوق الماشية في هذا الموسم لكميات الطلب أو المتوافر لرفع الأسعار، يكفي السوق أن يتم إثبات رؤية هلال ذي الحجة لكي ينطلق في رفع أسعاره تصاعديا، ويشير المتابعون في قرائتهم إلى أن الفرد الذي ينوي الأضحية لا يكتفي بواحدة بل أكثر كما أنه يغيب عنه إمكانية اشتراك مجموعة في أضحية من غير النوع المعتاد من الخراف، بل تتعدد الأنواع هناك الماعز والجمال والأبقار وغيرها، إضافة للارتباك الحاصل قبل يوم النحر يغيب عن من ينوي الشراء أنه بإمكانه شراء أضحيته قبل وقت مبكر يسبق شهر ذي الحجة. تلك الارتفاعات سيطرت على أذهان الراغبين في الشراء وسلموا رقاب مدخراتهم لمن يتحكم بالسعر لا أن يخلقوا بوعي سلوك شرائي يجبر الباعة على الرضوخ، إضافة إلى غياب الرقابة في هذا الوقت من الجهات المعنية. مبالغة الأسعار وبحسب متعاملين في السوق فإن أسعار الأضاحي تتراوح ما بين 1300 إلى 2000 وهناك ارتفاع بسيط عن ذلك في بعض الأحيان ويختلف ما بين بائع وآخر، كما أن ليلة يوم النحر ينفرط الضبط إلى أسعار لا سقف لها، وهو ما يراه مستهلكون مبالغا فيه يستوجب تدخل الجهات المعنية لتقول كلمتها من أجل ضبط ذلك وإيقاف هذا السيناريو الذي يتكرر كل عام. من جانبه، أكد وكيل وزارة الزراعة والمتحدث الرسمي باسمها المهندس جابر الشهري ل"الوطن" أن الارتفاع في أسعار المواشي في هذا الموسم طبيعي نظراً لزيادة الطلب عن العرض، مبيناً أن إقبال الناس على الشراء دفعة واحدة في موسم العيد يشجع مربي المواشي على رفع الأسعار. واشار الشهري إلى ان أكثر المواطنين يقبلون على الماشية المحلية كونها تناسبهم من ناحية الجودة، ولذلك البعض من التجار يستغل هذه النقطة للاستفادة. رقابة غائبة هذه الجدلية المتكررة حول أسعار المواشي وعيد الأضحى المبارك والغش الذي يتعرض له المقبلون على الشراء، حفز جهات أخرى للقيام بدور لمحاولة خلق وعي لتلافي المستهلك ممارسات الغش التي تستهدف الأسواق في المواسم، وهو ما يشوبه الكثير من التداخل في الجهات المعنية بالرقابة والضبط والكشف، فتأتي وزارة الزراعة من جهة ووزارة التجارة والصناعة من جهة، ووزارة الشؤون البلدية والقروية بأماناتها، ثم دور التوعية الذي يتداخل فيه جهد جهات أخرى كهيئة الغذاء والدواء وأمانات المناطق. ورغم المحاولات إلا أن الجهد "ضائع" بسبب غياب التنسيق وهدر الجهود الرقابية. تعليق الجرس في هذا السياق سعت الغرفة التجارية الصناعية في الرياض للقيام بدور في التوعية من ممارسات الغش التي تستهدف أسواق الأغنام لاسيما مع قرب عيد الأضحى المبارك، وأوردت في نشرة توعوية أصدرتها إدارة خدمة المجتمع بعض أساليب الغش في الأغنام التي تمارس عند البيع منها لجوء الباعة إلى رفع الذبيحة من الأمام مما يؤدي إلى دفع الجهاز الهضمي إلى الخلف مما يجعل الدهون تتجمع في مؤخرة الذبيحة وتبدو بمظهر يجذب الزبون، ووسيلة أخرى تتعلق بطلاء الصوف أو الشعر بالحناء ووضع القش على الصوف لإيهام الزبون بأنها برية، وتغيير الذبيحة عن تلك التي كانت قبل الشراء، بجانب عمليات التسمين بواسطة الملح. كما أبرزت هيئة الغذاء والدواء في نشرة خاصة بها تتعلق بنوع وملمس الصوف، واستقامة القوائم الأربعة، وشكل الأسنان، ولمس المناطق في الأضحية ككشف مبدئي عليها قبل الشراء. وفي الجانب الآخر أعلن عدد من أمانات المناطق عن تخصيصها مراكز للذبح الموحد، حيث اعتمدت أمانة مدينة الرياض 17 سوقا لبيع الأضاحي، و6 مسالخ مخصصة في هذه الفترة، ووجه أمين منطقة الرياض جميع الإدارات المعنية بتنفيذ البرنامج الموسمي الخاص بعيد الأضحى للتسهيل على السكان من المواطنين والمقيمين الراغبين بشراء الاضاحي خلال موسم العيد. من جانبه، أكد مدير عام الأسواق بامانة منطقة الرياض المهندس محمد النفيعي أن كافة المواقع المخصصة لشراء الأضاحي تم تجهيزها بالعدد الكافي من القوى البشرية والآليات اللازمة لمتابعة تنفيذ الخطة التشغيلية للأمانة في مواقع البيع والمسالخ التي تم تحديدها، مبيناً أن التعليمات واضحة جدا والإجراءات مشددة على منع أي تجاوز خلال عيد الأضحى من شأنه أن يؤثر سلباً على نجاح خطة الأمانة. "ذبيحتك بيدك" أكد مدير عام الإدارة العامة لصحة البيئة بأمانة منطقة الرياض المهندس محمد مؤمن أن كافة المسالخ تم تهيئتها حاليا من خلال استكمال المشغلين للخطة التشغيلية المعدة لكل مسلخ، وكذلك وجود الإمكانيات البشرية المجهزة من جزارين وعمالة مدربة وإعداد محضر معاينة لكل مسلخ. وأضاف قائلا: إن الأمانة جهزت الساحات الخارجية للمسالخ بحيث تصبح مواقف للسيارات وإنزال الأضاحي بطريقة سلسة للغاية، إضافة إلى تنظيم عملية الترقيم بشكل يؤدي إلى انتظام عملية الاستلام والتسليم. ولفت مؤمن إلى أن برنامج "أضحيتك بيدك"، يهدف إلى تمكين المضحين من ذبح أضاحيهم بأنفسهم تحت إشراف بيطري صحي، مبينا أن الأمانة وفرت لهم مسلخا في مواقف إستاد الأمير فيصل بن فهد بحي الملز. .. والاتهامات تطال أسعار الأعلاف والشعير رجال ألمع: أحمد السلمي ضمن إحدى العادات الجميلة ظل أهالي رجال ألمع متمسكين أجدادا وآباء في مناسباتهم المختلفة ومنها الأعياد على ذبح ما يطلق عليه في اللهجة المحلية بالتيوس، حيث سيطرت هذه العادات حتى على الأجيال الصاعدة نساء ورجالا. ويقول شيخ السوق في المحافظة عبدالله آل مرعي، إن أهالي المحافظة اعتادوا على تفضيل (التيوس) في عيد الأضحى المبارك على باقي الماشية من الضأن والأبقار والجمال لسلامته من بعض الأمراض ولجمالها أحيانا عند البعض، مؤكدا أن سعر أضحية العيد قد تجاوزت أكثر من (1800) ريال بل وصلت في اللحظات الأخيرة قبل العيد باليوم واليومين إلى أسعار مرتفعة جدا وصل سقفها لأكثر من 2000 ريال للرأس الواحد، مرجعا ذلك الارتفاع إلى تفضيل الناس ورغبتهم في هذه الأنواع من الأضاحي والارتفاع المفاجئ وغير المبرر في أسعار الأعلاف وشعير الماشية بل وانعدامها فجأة من الأسواق بسبب قلة المعروض واحتكار الأيادي الأجنبية وسيطرتها على الشعير والأعلاف دون حسيب أو رقيب. ويقول مواطن آخر يدعى علي بجاد، أن سوق المحافظة يعج الأن بعدد من الأيادي الأجنبية العاملة في السوق ومنها العمالة التي بالغت كثيرا في سعر الأضاحي ومنها الأغنام، مؤكدا أنه كان يمتلك محلا لبيع الأغنام ولكنه ومع ارتفاع الأسعار غادر السوق منذ أكثر من عامين، وتحدث أحد ملاك الأحواش عيسى ناصر، قائلا لقد شهدت أسعار الأغنام ارتفاعا كبيرا بسبب إقبال الناس في رجال ألمع لشراء الأغنام (التيوس فقط)، معتقدين أن التيوس هي الأفضل صحيا ولأنها لا تعاني كثيرا من بعض الأمراض. وعلل المواطن ناصر الحسين إقبال الناس على هذه النوعية من الماشية وهي الأغنام إلى تزايد الطمع والجشع من قبل مربي وتجار هذه الماشية، إلى رفع أسعارها لحاجز 2000 ريال لاستغلال إقبال المتسوقين على البحث عن الأغنام المفضلة والمرغوبة في عدد من البيوت الألمعية. .. و"وافدون" يخلقون أزمة بحثا عن "مكاسب" ينبع: أحمد العمري عزا مراقبون أن سيطرة العمالة الوافدة وارتفاع الأعلاف أسهم بشكل كبير في رفع سعر خراف الأضحية، وسجلت سوق الأغنام في ينبع ارتفاعا ملحوظا مع قرب عيد الأضحى المبارك، إذ وصل سعر الخروف الحري 1900 ريال، والنجدي 1850 ريال، فيما السواكني 1500 ريال، بعد أن كان يتراوح سعر الحري والنجدي مابين 1300 – 1400 ريال قبل أسابيع. وقال المراقبون إن فئة من التجار يستغلون قرب عيد الأضحى لتحقيق أرباح أكبر فيما ربطه آخرون بزيادة الطلب وقلة العرض، كما تقوم العمالة الوافدة بعلميات البيع والشراء والدخول في المزايدات من خلال الحراج اليومي، مشيرين إلى أن أسعار الأضاحي تتفاوت فكلما اقترب العيد أخذت الأسعار بالارتفاع، متوقعين أن تصل الأسعار إلى 2300 للخروف، إذ أن كمية الأضاحي الموجودة في السوق لا تغطي الطلب المتزايد. وتوقع متعاملون بسوق المواشي بينبع أن يستمر ارتفاع الأسعار لعدم وجود آلية لتحديد الأسعار الأمر الذي أدى إلى فتح المجال للتجار برفع الأسعار، مطالبين الجهات المختصة بتحديد الأسعار، وتفعيل دور الرقابة، وتلقي الشكاوى من المواطنين والمقيمين، مؤكدين أن هناك العديد من رعاة المواشي بينبع يفضلون بيع إنتاجهم خارج السوق لتحقيق هامش ربح أعلى، مما خلق نوعا من النقص. ويقول المواطن سعيد الغامدي أن بعض التجار يساهمون بشكل كبير في خلق الأزمة بطرق مختلفة مما دفعه لشراء أضحيته مبكرا تفاديا لاستغلال بعض التجار، وحمل مواطن آخر سمى نفسه أبوعبدالله بعض تجار الماشية ارتفاعها لعدم وجود أسعار ثابتة ومحددة في عمليات البيع والشراء إذ بات كل تاجر يبيع حسب رغبته، ووافقه مشعل اليحيى مضيفا أن هناك خراف هزيلة لا تتعدى قيمتها 700 ريال.