رغم أن اليوم هو "يوم التروية" الذي يحمل فيه الحجاج قديما الماء متجهين إلى منى استعدادا ليوم عرفات، إلا أن الماء بات الآن متوفرا في كل شبر من المشاعر المقدسة التي تتوزع في أرجائها نحو "مليون صنبور" للمياه المحلاة، فإن الماء لم يعد محمولا في هذا اليوم؛ إلا أن سنة يوم التروية والبقاء في منى لا تزال محتفظة بهذا الاسم. المليون صنبور مياه الموزعة في كافة المشاعر المقدسة، والتي تتوزع مسؤولياتها بين كل من شركة المياه الوطنية ووزارة الشؤون البلدية هي ضمن مشاريع بالجملة نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين في المشاعر المقدسة، لخدمة ضيوف الرحمن وتمكينهم من أداء نسكهم بيسر وأمان. وفي حين أبهرت مشاريع المشاعر المقدسة الحجيج الذين جاؤوا إلى الحج مرة ثانية بعد أكثر من 3 عقود من الزمن؛ عادت الذاكرة بكثير منهم إلى الحج في سنوات البساطة عندما كانت المشاعر المقدسة قيعان خالية إلا من الحجارة، يتكبد خلالها الحاج مشقة حمل الماء والغذاء والمتاع. وقال محمود حسين من مصر إنه عاد هذا العام إلى الحج بعد أكثر من 30 عاما، مشيرا إلى أنه لم يتفاجأ بما شاهده من مشاريع عملاقة لأنه أولا يدرك أن حكومة المملكة تعمل بصفة دائمة على تطوير المشاعر المقدسة، ثم إنه يشاهد هذه التطور الذي يحدث عاما بعد عام عبر القنوات الفضائية، لكنه اليوم بفضل الله، جاء إلى المشاعر المقدسة حاجا وقارن بين الصورة الخالدة في ذاكرته والصورة المشرفة للمشاعر المقدسة التي يراها اليوم. وقال حسين إنه في حجه السابق كان يرى أن أسماء بعض أيام الحج تؤخذ من الأعمال التي يقوم بها الحاج في ذلك اليوم، فمثلا كان الحجاج يتزودون بالماء في اليوم الثامن من ذي الحجة وهم في طريقهم إلى عرفة التي كانت أشبه بالصحراء، فكان ذلك اليوم هو يوم التروية. الجدير بالذكر أن أسماء أيام إقامة الحجيج بمشعر مني التي تبدأ من اليوم العاشر الذي هو يوم الحج الأكبر وفيه من أعمال الحج، رمي الجمار ونحر الهدي، والطواف والسعي والحلق أو التقصير، والحادي عشر الذي يسمى بيوم القر لأن الحجيح يقرون فيه، والثاني عشر يسمى بيوم النفر الأول لجواز النفر فيه، والثالث يسمى بيوم النفر الثاني.