وقفت حائرا وأنا أسمع مدير جمعية خيرية في مدينتي، يتحدث عن وجود 2000 عائلة فقيرة لا ماء لا غذاء، والأعجب من كل ذلك أنهم من أبناء الوطن والمصيبة الأكبر جميعهم أميون، تركوا المدارس بسبب الفقر، أبحرت في أفكاري، وذهبت إلى أبعد ما كنت أتصور، حاسبت نفسي وجلدت ذاتي قبل أن أحاسب غيري، لماذا أبناء الوطن يعانون ويتألمون؟ لماذا الشاب السعودي يحصل على مستوى تعليمي أعلى من الأجنبي الوافد، ويفوز الأخير بالوظائف والعلاوات والحوافز وكل طلباته تنفذ؟ لست هنا أتحدث عن نفسي أكثر مما أتحدث عن معاناة حقيقية نلمسها جميعاً من المسؤول عن كل هذا، وقفت أتأمل الشيخ وهو يتحدث عن الألم والمعاناة وتوابعها من مشاهد أصعب من أن يتحملها قلب إنسان في حين كان هذا الشيخ يتحدث كانت صور الحروب الأهلية في راوندا والصومال تتبادر إلى ذهني الواحدة تلو الأخرى، تذكرت صورة طفل وبجانبه نسر ينتظر موته حتى يلتهمه صورة أقرب ما تكون لازمة أطفال تلك العائلات المكومة والمغلوبة على أمرها أتعجب من الكثير الذين يناشدون الدولة بفتح أفق جديدة لاستقطاب العمالة، وتيسير أحوالهم والسعي من أجل راحتهم، ويعلم الله أن الكثير من هؤلاء يعمل هنا ولديهم من الإمكانات هناك ومنهم من لديه أعمال تدر عليه الكثير ويصر على أن يعمل وينافس أبناء الوطن هؤلاء الفقراء المعوزون الذين ليس لهم بعد الله إلا نحن لماذا نصرخ ونتصارخ ونغضب ونتباكى على حال متعاطي المخدرات واللصوص ومروجي المخدرات والدعارة، والبعض يفضل الأجنبي على ابن الوطن من المسؤول عن هؤلاء أيها الوطنيون من زرع الفساد يجب أن يجني ثماره، ومن رضي بالباطل فحقه باطل وباطله حق عمت الأبصار وغمت الأعين وضاعت الذمم وأصبحنا كقطيع يهيم على غير هدي يلهث خلف السراب والماء ينبع تحت قدميه أم أننا نسينا أو تناسينا (الأقربون أولى بالمعروف)