اعتبر رئيس النادي الأدبي في الأحساء الدكتور يوسف الجبر أن محابر الكُتَّاب ومنابر الخطباء والعلماء هي المداد الأول في إذكاء أو إخماد نار الفتنة والفوضى التي تتسبب في توسيع دائرة الخلاف، وتضييق مجرى التقارب بين أبناء الوطن الواحد الذي يضم أطيافاً ومذاهب إسلامية متعددة، معتبرًا التعايش أو التقارب في ظل التعددية الفكرية والمذهبية في المملكة أمرًا متاحًا وفق ما تكفلت به الدولة من حماية حقوق المواطنين جميعًا؛ لولا تدخل أصوات دخيلة يحلو لها تنافر المسلمين وتمزيق وحدتهم وذلك ناتج عن آراء شاذة، مؤكدًا أن محافظة الأحساء خير مثال على معنى "التقارب" بين أطيافها مع ضمهما لمذهبين مختلفين في الرأي الفقهي، ومتفقين على الوحدانية والعبودية والأصول الإسلامية. وقال الدكتور الجبر خلال لقاء ضمه مع مجموعة من مثقفي أهالي بلدة القارة في الأحساء أول من أمس إننا في الأحساء عشنا منذ عقود إخوةً متحابين وها أنا بينكم ولا أشعر سوى أنني بين أهلي، ولا نحتاج إلى من يقربنا مع بعضنا بعضًا. وتناول الجبر في محاضرته التي أدارها الدكتور عبدالسلام العيثان ما يمكن أن يتفاءل معه لتأكيد خطوة التقارب وفق مسيرة الإصلاح الكبيرة في الوطن، موضحًا أن الحرية الإعلامية النقدية التي يمارسها الكثير من الكتاب اليوم لها الأثر في تعزيز ذلك، خصوصًا في مواجهة التطرف، مستشهدًا بقرار خادم الحرمين الشريفين بقصر الفتوى وتحديدها في هيئة كبار العلماء، واصفًا إياه بالتحرك الحكيم والسليم. ورجح الدكتور الجبر أنَّ يتم مشروع التقارب بالحكمة وسنة التدرج وكسب الكثير من المؤيدين، وضبط الأصوات، إلى جانب فهم القانون الذي يكفل لكل مواطن حقه وعدم الاعتداء عليه، فضلاً عن حرمة المسلم التي أقرها الشارع المقدس وخرج الحضور الذي استمع على مدار ساعتين لمحاضرة الجبر مصفقًا له على موقفه الذي أنقذ رقبة مواطن كونه مستشارًا قانونيًا لاينتمي إليه مذهبيًا، وقد تم الحكم عليه ب"الردة"، وقال إنني أذكر ذلك للتاريخ فقط، ولا أتفاخر به، فقد صدر بحقه صك شرعي وبتوفيق من الله تعالى استطعنا الاعتراض بأدلة من كتب الفقه درأت عنه القصاص. ويشهد الأحسائيون لأسرة الجبر في الأحساء بعطائها وسخائها وتبرعاتها التي لا تفرق بين أحد أيا كان مذهبه، بل يشمل جودهم كل مسلم بعدًا عن الطائفية التي يمقتونها. وعلق أحد الحاضرين قائًلا: "كانت الجدات في السابق يرضعن أطفال جيرانهم من مختلف المذاهب الإسلامية في الأحساء، ولا يزال هناك إخوة من الرضاعة "مع اختلاف مذاهبهم".