هوسا بالطيران الشراعي أسس هواة الطيران الخيف، أعلى مركز للطيران الخفيف في الوطن العربي بمتنزه الحبلة على ارتفاع نحو 8 آلاف قدم عن سطح البحر - 2666 مترا-، على مساحة 360 ألف متر مربع. وطول مدرجه 700 متر بعرض 20 مترا. وحظيرة طائرات بمساحة 384 مترا مربعا. ويعتبر الطيران الخفيف أو الشراعي، أحد أبرز الهوايات لدى شريحة كبيرة من الشباب السعودي، ولو أن نسبتهم أقل بكثير من ممارسي الرياضات الأكثر شعبية، نظراً إلى أن هذه الهواية تتطلب نشاطاً وخفة في الحركة، فضلاً عن المصاريف الباهظة التي تثقل الكاهل. توافر الدعم تصل تكاليف هذه الهواية إلى نحو 300 ألف ريال تتوزع على شراء معدات الطيران، والطائرة الخفيفة نفسها تكون مكلفة على حسب النوعية والحجم والموديل والشركة المصنعة والقدرات. ولا يمتنع المهوسون بالطيران الشراعي عن الدفع، ولا يترددون لحظة واحدة عن دفع مئات الألوف من أجل قضاء أوقات ممتعة في الجو. ويؤكد المشرف العام على الرياضات الجوية في نادي الحريضة والحبلة الكابتن مسفر السريعي أنه يشعر بالغبطة لوجود مركز يجمع محبي هذه الهواية، ويوفر لهم إمكانية التنسيق، لتنظيم المسابقات ومهرجانات الطيران. رياضة مغامرات يقول السريعي إن تركيزه على هذه الرياضات يأتي في سياق نشر الرياضات الجوية الخفيفة، كما هو في بعض البلدان المتطورة، إضافة إلى أنها عامل جذب سياحي خصوصا لفئات الشباب، والفعاليات التي أقيمت على مدى السنوات الماضية أثبتت ذلك، ووضعت المملكة على الخارطة الدولية، ويتم التواصل مع العديد من الهواة في بلدان متعددة، وأنهم ماضون في تطويرها باستثمارات وطنية ودعم من الجهات الحكومية. أنواع الطائرات يلفت الكابتن السريعي إلى أنهم يستخدمون الطائرات الرياضية الأوروبية من طراز "جايرو كبتر"، "جت فوكس"، و"فلايت ديزاين" وهي من الطائرات ذات المواصفات العالية في مجالي التشغيل والصيانة، كما أنهم حريصون على تطبيق أعلى المعايير الدولية في نفس المجال، وحريصون على التدريب على رأس العمل، واستقطاب الشباب الراغب في خوض التجربة. ويضيف أن الجهات المعنية ومنها الإمارة وأمانة منطقة عسير وهيئة السياحة، توفر دعما ماديا ومعنويا، وتشارك في تنظم السابقات، وتضع اشتراطات وقوانين للتسجيل، وإصدار الرخص، بعد اجتياز الهاوي للاختبارات، بحيث يتم التأكد من أنه قادر على التحليق بطائرته ولائق بدنياً لممارسة الطيران باحترافية والمنافسة في المسابقات، وتحمل الصعاب والطيران لوقت طويل في الجو. الأعلى ارتفاعا وعد مدرب الطيران الكابتن عبدالباري آل عبدالله، نادي الحبلة الأعلى ارتفاعا في الوطن العربي، والأجمل طبيعة، ويعتبر امتداداً لنادي الطيران الرياضي ب"الحريضة" على شاطئ منطقة عسير، ويشير إلى أن استمرار التحليق عالياً في نادي الحبلة للطيران الرياضي لتلد معه رحلة الشتاء والصيف كواحدة من مقومات السياحة المستدامة بالمنطقة. وتابع "ونادي الحبلة، الأبرد صيفاً، ويتربع هذا النادي في منطقة سياحية ليضفي واحدة من أهم الرياضات الجميلة والجذابة في موقع من أشهر مواقع تجمع الشباب صيفاً في المنطقة في ظل وجود المتنزهين والزوار على مساحة 360 ألف متر مربع. ويشتمل على مدرج بطول 700 متر وعرض 20 متراً. وحظيرة طائرات بمساحة 384 متراً مربعاً، وصالة استقبال الزوار بمساحة 48 متراً مربعاً وبعض المرافق الخدمية، لافتاً إلى أن الرياضات الجوية في منطقة عسير تحظى بدعم كبير من أمير منطقة عسير، وأمانة المنطقة. ملتقى سنوي واعتبر آل عبدالله أن هذا النادي سيكون الأكثر حظاً خليجياً، خصوصاً في فصل الصيف لما يمتاز به المكان من اعتدال درجة حرارة الجو المائل إلى البرودة. كما تعد منطقة الحبلة واحدة من أهم الوجهات السياحة في منطقة عسير لما تشتهر به من طبيعة جميلة وصدوع جبلية خيالية، وتيارات هوائية، تشد الزائرين لها ويزيدها جمالاً عند مشاهدتها من الجو ومن زوايا مختلفة عن المألوف. وسيقام ملتقى طيران سنوي في فصل الصيف من كل عام يتم فيه دعوة جميع الهواة وملاك الطائرات الرياضية في الخليج كافة للتجمع والطيران ومشاركة الجمهور، ويطمحون لمشاركة فريق "الصقور السعودية" بعروضهم في الحبلة صيفاً، لافتاً إلى أن وجود هذه الأنشطة ترسخ مفهوم السياحة المستدامة بشكل عام وتعزز سياحة المغامرات الأكثر جذباً للشباب وخصوصاً في منطقة سياحية تشهد تواجدهم، نراهن على أنها ستضفي لمسة جميلة وفريدة تسهم في الارتقاء بهم وتساعد على نشر ثقافة الطيران لدى المجتمع وتفتح آفاقاً حديثة لهم. رحلة "الوطن" في الحقيقة إن المتعة هنا في "الحبلة"، وتجربة الطيران تجعلان من الواقع أجمل من الخيال، وصحيفة "الوطن" كانت أول صحيفة تتجول في النادي وتقلع في طائراته - أقلع بنا الكابتن طيار عبدالباري آل عبدالله في طائرة "جايرو كبتر"، ذات المقعدين الخلفيين، وبين القائد والراكب سماعات ويتواصل من خلال جهاز سمعي، في رحلة تجريبية قصيرة، تحركت بنا الطائرة من الحظيرة نحو المدرج، وهناك أخذ وقتاً يسيراً لتصل حرارة المحرك إلى مستوى السرعة المطلوب، أحاطني بأننا على وشك الإقلاع، طالباً عدم لمس الذراع الذي أمامي أو أي زر فسألته عن السبب قال آل عبدالله: هذه الطائرة مخصصة للتدريب، تسمرت في مكاني وأقلعنا بعد 200 متر، لنصل إلى علو شاهق، وأخذ بنا متجها نحو الجرف الشديد الانحدار، حيث رصدت عدسة "الوطن" مناظر خلابة، والتقطت خلال الرحلة لحظة غروب الشمس. ثقافة الطيران ويشير آل عبدالله إلى رغبته في تأصيل ثقافة الطيران الخفيف، مطالباً بدعم أكبر وتخصيص مواقع لاحتضان تلك الطاقات الشابة، وقال "تمكنت من الطيران للمرة الأولى عام 1999، وأول من عُني بالطيران بالمظلات في سودة عسير هو الأمير بندر بن خالد الفيصل، ونادي عسير للطيران تم تأسيسه عام 2005، وهو مرخص له بالتدريب على 3 أنواع من الرياضات الجوية". وعن أنواع الطائرات الخفيفة أو الرياضية، يقول عبدالباري: إن طائرة "برجلايد" هي مظلة شراعية ذات مقعد واحد، وتطير من المرتفعات والتلال، وهي مصنوعة من قماش خاص ممزوج بأنواع النايلون، تشده على مقعد الراكب خيوط من البلوسترين رفيعة ومتينة، ومساحة مظلتها بين 25 و40 متراً مربعاً، ويطول الجناح كلما كان وزن القائد بين 55 و120 كجم، وقيمتها لا تتجاوز 14 ألف ريال. "البراموتر" وهي مظلة شراعية فيها مقعد يقبع خلفه محرك صغير، يعلقها الهاوي على ظهره ويدير الموتور بنفسه أو بمساعدة شخص آخر، وجهاز التحكم يبقى في يده، ومن ثم يعتمد على الركض مسافة كبيرة في أجواء مثل عسير، إلا أنها تقل عندما يكون الطيران على الساحل، حيث الضغط الخفيف وكثرة الأكسجين. رسالة سلام وأبان أنهم يوجهون من خلال هذه الرياضة، رسالة سلام وتعريف بما تتميز به المملكة من تنوع ثقافي وسياحي ورياضي لا يقل عن حضارة الغرب، بل إن في المملكة ما يميزهم، وهو حرصهم على الثوابت الدينية والأخلاقية وكرم الضيافة واحترام الإنسان والأديان السماوية. وحول الشروط البدنية والصحية اللازمة لممارسة "البراقلايد" قال العبدالله: "يشترط على ممارس هذه الرياضة أن يكون بصحة جيدة وخالياً من الأمراض المزمنة التي تفقده التركيز أو التحكم. ولكي يصبح الشخص طياراً يجب عليه الالتحاق بمدرسة معتمدة، والتدرب على يد مدرب مؤهل، ليتسنى له أخذ كامل الأسس المتعلقة بالطيران والسلامة، ومن ثم الحصول على الرخصة الدولية التي تمكنه من استخدام مواقع الطيران المعتمدة، ليستمتع بعد ذلك بمشاهدة الأرض من السماء. وليس هناك أروع من أن تشاهد الأشياء من زوايا لا يستطيع غيرك أن يراها مثلك". وأشار إلى أن هناك عدداً من الدورات المتقدمة في "البراقلايد"، فهناك دورة الطيار الرياضي المحترف، "الترادفي"، وأخيراً "المدرب"، ولكل مرحلة شروط ومتطلبات يتم استيفاؤها قبل الشروع في طلب تلك الدورة، إضافة إلى دورة في السلامة تعرف باسم "SIV"، ودائماً ما تقام فوق المسطحات المائية.