لقد كان لي شرف ملازمة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، ربع قرن ونيف، سواء عندما كنت في القطاع العام أو القطاع الخاص. ولو أردت التحدث عن شخصية إنسان بحجم فهد بن سلطان لما استطعت أن أوفيه حقه، ولكن سأتطرق، وعلى عجالة، إلى بعض جوانب هذه الشخصية؛ فقد وجدته يحفظه الله جامعة في إنسان، صاحب قرار شجاع، يواسي المصاب، ويساعد المحتاج، ويمسح دموع اليتيم، ويصلح ذات البين، ويعطي كل ذي حق حقه، لا تأخذه في الحق لومة لائم، وكم كان سببا بعد الله عز وجل في إعتاق رقاب، وإعادة بصر لكفيف، ومعالجة مريض ميؤوس من حالته، لتعود إليه صحته وعافيته، وإسكان من لا مأوى له، وكم بنى من بيوت الله، وكم حفر من آبار، وكم عمل سموه يحفظه الله من أجل بناء إنسان هذه المنطقة قبل تشييد بنيانها. لقد تعودنا من سموه يحفظه الله هذه الجولات الميدانية منذ أن صدر الأمر الكريم بتعيينه أميرا لمنطقة تبوك، ليس الهدف الأساس منها الاطلاع على ما أنجز من مشاريع مختلفة، أو الجاري إنجازها، فهذه الأمور لها خططها وبرامجها الزمنية؛ ولكن الهدف الأجل والأسمى هو مقابلة ولقاء المواطنين وجها لوجه، والاستماع إلى متطلباتهم وأمنياتهم وأمالهم وشكاواهم إن وجدت، وإيجاد الحلول الفورية لها، وحث المسؤولين على جميع مستوياتهم بأن المواطنين هم أمانة في أعناقهم، يجب أن يفتحوا لهم عقولهم وقلوبهم قبل أبواب مكاتبهم، وأنهم خدام للمواطنين. كما وجدته يحفظه الله قياديا وإداريا مميزا يحترم ويقدر ويشيد بالعاملين، وينصح ويوجه ويرشد المقصرين بأسلوب مستمد من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وأما بالنسبة لتطوير منطقة تبوك في شتى المجالات، فإن الفضل يعود لله عز وجل، ثم لأميرنا المحبوب فهد بن سلطان، وجهوده المضنية وأعماله المميزة، حتى أصبحت منطقتنا تنافس نظيراتها من مناطق مملكتنا الغالية إن لم تكن قد تفوقت بالفعل على كثير منها في أمور شتى. ومن يعرف سموه حق المعرفة فإن طموحاته وأمنياته في استمرار هذا التطوير لا نهاية لها "فقد حلق بها فوق هام السحب". نسأل الله عز وجل أن يحفظ سموه في حله وترحاله، وأن يمتعه بالصحة والعافية وطول العمر فيما يرضي الله عز وجل، وأن يجزيه خيرا على ما قدمه ومازال يقدمه للمنطقة وأهلها من أعمال لا تعد ولا تحصى، تصب في مصلحتهم جميعا، وأن يحفظ لنا ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد، وأن يحفظ لنا ديننا ومقدساتنا وبلادنا وأمتنا، ويكفينا شر الأشرار وحقد الحاقدين، ويديم علينا نعمة الأمن والأمان، إنه ولي ذلك والقادر عليه. آمين آمين آمين.