فيما تتمتع محافظة رجال ألمع بجمال الطبيعة في الجبال والأودية في مركز "حسوة" و"الميل" و"خرار"، و"رحب " و"ريم"، إذ تكتسي الأرض في الجبل والوادي بحلة خضراء تزينها تلك الزهور البيضاء التي تسابق ناظريك في كل الاتجاهات، قوبلت تلك الطبيعة البكر بتقاعس رجال الأعمال من داخل المحافظة وخارجها في تشييد فنادق مما أدى لندرة السكن وجعل هذه الأماكن محطة عبور. كما يلاحظ غياب الدور السياحي من الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركائها في استثمار الطبيعية الجاذبة حتى ولو كانت ببرامج وفعاليات وقتية وتهيئة هذه الجبال والأودية للسائح والزائر بشيء من الاهتمام كإيجاد طرق، وأماكن للجلوس مع المظلات، وخطوط للضوء، فربما هذه الأشياء ستدر دخلا كبيرا للمستثمر وستكون إضافة جيدة للسياحة في ربوع الوطن، أما عن مورد الأعلاف فستكون هذه النباتات مصدرا طبيعيا خاليا من المواد الكيميائية لتغذية الحيوان في حال استغلال هذه الثروة بطرق علمية مربحة. ولا تستغرب عندما ترى بعض الأمكنة تغص بعشرات ومئات الخلايا من النحل التي تتكاثر وتنتج العسل المصفى، كما يقول النحال علي مفرح بأن هذه الزهور المتنوعة في هذا الغطاء النباتي المنوع والذي يجعل النحل تتغذى على العديد من الزهور المتنوعة تجعل النحل يتكاثر، وأيضا يكون منتجا للعسل وخاصة ما يسمى بعسل الشوكة، مؤكدا أنهم سيستقبلون زهور "السدر" التي هي مصدر لعسل "السدرة" وهو أجود أنواع العسل. الأمطار الموسمية في ذات السياق، بين المواطن محمد مريع أن محافظة رجال ألمع تشملها الأمطار الموسمية في بداية الصيف ونهايته مع دخول فصل الخريف، وعادة هذه الأمطار تكسب الأرض النباتات المتنوعة كالأشجار المعمرة أمثال: السدر، والثعب، والجميز "البراء" عدا الشجيرات الصغيرة والتي لا يتجاوز عمر بعضها الشهر الواحد إلى الشهرين، تكتنز هذه النباتات المتنوعة بالزهور المتنوعة في رائحتها وألوانها، وتكثر الروائح العطرية في هذه الأشجار مثل: زهور "الثعب"، لذلك تجد بعض الأهالي يقومون بغرس شجر "الثعب" بالقرب من منازلهم حتى يعطي رائحة زهوره العطرية ما يشبه محل العطورات بجانب المنازل. وأضاف آل مريع أن أجود أنواع العسل عسل "المجرة" تجلبه النحل، من بعض الشجيرات الصغيرة كشجرة "الوشاي". الطبيعة الساحرة في حين يرى المواطن محمد فايع أن هذه الطبيعة الساحرة لا يوجد مثيل لها في المملكة، فهي طبيعة بكر ومتنوعة في الغطاء النباتي الذي تغطيه الزهور بمختلف أنواعها، مما جعلها مستقرا لبعض الطيور والعصافير، إضافة إلى أن تنوع الزهور جعلها مستقرا لمربي النحل. وأضاف محمد فايع أن هناك ثروة لا تحظى بالاهتمام وهي: ثروة الأعلاف التي تغطي أغلب الأماكن ولها عمر قصير، وتساءل: لماذا لا يتم الاستفادة من هذه الأعلاف الطبيعية والخالية من الكيميائيات حتى تكون غذاء للحيوان، مشيرا إلى أن هناك العديد من المصطافين والسياح يتوافدون ولا يجدون أماكن للجلوس إلا تحت الجسور وفي ظل بعض الأشجار. وطالب الجهات المسؤولة بالحفاظ على هذه الثروة النباتية والمناظر الخلابة من العبث الإنساني، والتمدد العمراني، وإيجاد جلسات للمتنزهين، وممرات للمشي، وإنشاء طرق تراعي جمال الطبيعة ولا تدمره، كما أهاب برجال الأعمال في داخل المحافظة وخارجها بالاستثمار في هذه المتنزهات، وإقامة الفنادق والنزل الفندقية والاستراحات. واتفق المواطنان محمد حسن، ومحمد أحمد بأن هذه المناظر الطبيعية جديرة بالاهتمام من الجهات المسؤولة كالزراعة، ولجنة التنمية السياحية في المحافظة، مما سيسهم في التوسع السياحي في المحافظة، وطالبا بإيجاد فعاليات وبرامج سياحية تخدم المكان ولا تؤثر على الحياة الطبيعية. الغطاء النباتي من جهته، أوضح مدير الإدارة العامة للزراعة في منطقة عسير المهندس فهد الفرطيش أن إدارته تحرص على الحفاظ على الغطاء النباتي ويعمل أكثر من 33 حارسا بسياراتهم، نصيب رجال ألمع ثلاثة حراس بسياراتهم من أجل الحفاظ على المراعي والغابات، ومشروع الإرشاد الزراعي للنحالين في منطقة عسير تحظى به أبها، ورجال ألمع، والنماص وبعض المراكز ويتشكل هذا المشروع من خبراء ومجلس الجمعيات التعاونية والإدارة العامة للزراعة، ومختصين. وأضاف أنه إذا كان هناك أماكن صالحة لإقامة المتنزهات ومعروفة لدى فرع الزراعة في رجال ألمع فسوف تتم لها الدراسة، أما بالنسبة للجبال المحاذية لقرية رجال ألمع التراثية فلها دراسة الآن مع المحافظ والجهات المعنية، مشيرا إلى أن إيجاد الطرق يجب أن تكون مراعيا للطبيعة. مسؤولية الغابات إلى ذلك، قال محافظ رجال ألمع رئيس اللجنة الفرعية للتنمية السياحية في المحافظة سعيد بن علي آل مبارك: مسؤولية الغابات تقع على عاتق وزارة الزراعة، أما اللجنة السياحية في المحافظة فهي لجنة تطوعية فقط، ووعدنا مدير عام الزراعة في منطقة عسير باهتمام إدارته بالجبال الجنوبية المحاذية لقرية رجال ألمع التراثية، وستكون نواة لما سيجري في بقية الأصدار في المحافظة، ولنا أمل أن يتم تنفيذه باستخدامهم المواد من البيئة في عمل الممرات وحماية الأشجار. وتمنى آل مبارك بأن تسارع وزارة الزراعة في الاستفادة من هذه الغابات التي هي جزء من جمال محافظة رجال ألمع، مناشدا رجال الأعمال بالاستثمار في هذه المحافظة وبناء النزل الفندقية حتى يستطيع السائح أن يجد سكنا له ولعائلته.