بعد فترة الصمود على مدى 50 يوما أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية، أطلق الفنانون الفلسطينيون الهواة، الفن من دواخلهم وأشاعوا الطلاء داخل ميناء مدينة غزة أول من أمس، مع عودة الهدوء إلى القطاع الساحلي بعد وقف إطلاق النار 26 أغسطس، مع بدء سكان غزة العودة لبناء حياتهم بعد الحرب الدامية والمدمرة 50 يوما مع إسرائيل، التي لم تكسر إرادتهم، حسب تصريحاتهم. وبالموازاة مع تلك الروح يستقبل مركز رؤى 32 للفنون في الأردن معرضا للفنانة الفلسطينية "الكندية" رحاب نزال بعنوان "اللامرئي" الذي يتضمن عروضا لأعمال تجهيز بالفيديو والصور الفوتوجرافية، تتناول فيها انتهاكات إسرائيل "غير المرئية" لحقوق الإنسان في فلسطينالمحتلة، ويتخلل حفل الافتتاح الثلاثاء 16 سبتمبر الحالي، حديث للفنانة رحاب نزال عن أعمالها الأخيرة، يليه نقاش عام بمشاركة نقاد وفنانيين. تقدم رحاب نزال في "اللامرئي" أربعة أشرطة فيديو ومجموعة كبيرة من الصور الفوتوجرافية التي تتحدى المفاهيم الغربية المتعلقة باختراقات إسرائيل لحقوق الإنسان، تركز فيها على ما هو ضمني ومضمر من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، ففي شريطي فيديو "تدريب عسكري في سجن النقب" و"أُطر من سجن النقب" تتناول معاناة المعتقلين السياسيين الفلسطينين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وفي شريط آخر تحت عنوان "هدف" تتناول سياسة اغتيال القادة والرموز الثقافية الفلسطينية داخل الوطن المحتل وفي المهجر، مسجلة ما يمكن تسميته بالذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني، إضافة إلى شريط فيديو عن قرية "بلعين"، تسجل فيه تجربتها الشخصية أثناء مشاركتها في إحدى التظاهرات الأسبوعية، إذ يواجه الأهالي جنود الاحتلال الإسرائيلي بصدورهم العارية والحجارة. وتسعى رحاب في معرضها عبر مقاربات مختلفة لدفع المتفرج للتفكير في الأعمال المعروضة تفكيرا نقديا، فهي تستخدم وسائل متنوعة لتحفيز المشاهد على التأمل وإعمار الفكر فيما يراه، مثل استخدام الصوت دون أن ترافقه صورة، أو تعرض صورا متحركة بلا صوت، أو تلجأ إلى خلق صور متخيلة لصوت واقعي، إضافة إلى استخدام مربعات سوداء في حائط للصور انتزع من شريط مسجل عن أحد الانتهاكات الإسرائيلية التي مضت كغيرها، دونما حساب. يذكر أن رحاب نزال درست الاقتصاد السياسي في جامعة دمشق، قبل أن تنتقل إلى كندا، حيث حصلت على بكالوريوس الفنون الجميلة (BFA) من جامعة أوتاوا، قسم الفنون البصرية، ثم تابعت دراستها للفنون الجميلة وحصلت على درجة الماجستير (MFA)، في برنامج وسائط التوثيق، جامعة ريرسون Ryerson University في تورنتو، وتحضر حاليا لدرجة الدكتوراه في الفنون والثقافة البصرية من جامعة غرب إنتاريو، كندا، وخلال السنوات العشر الأخيرة (2004/ 2013) أنجزت 9 عروض شخصية تجمع ما بين التصوير الفوتوجرافي وأعمال التجهيز (Video Installation)، إضافة إلى عشرات المشاركات في معارض وتظاهرات ومهرجانات جماعية للفنون خلال الأعوام (2002/2014)، في كل من كندا والولايات المتحدة وإسبانيا وألمانيا.