سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استفحال "داعش" يعيد "تسليح الحر" للواجهة مصادر "الوطن": الرياض كانت تقرأ الوضع السياسي بشكل منطقي * بحث مشاركة العرب في التحالف الدولي لوقف تهديدات الإرهاب
عاد ملف تسليح الجيش السوري الحر، إلى الواجهة من جديد، بعد تصاعد الأزمة الإقليمية والدولية، بفعل استفحال منظومة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، ووصول تهديداته إلى مستويات استراتيجية من تهديده لحالة الأمن القومي العربي والخليجي، إضافة إلى تهديداته الكبيرة لمصالح الولاياتالمتحدة الأميركية والدول الغربية الكبرى في المنطقة. فبعد أن ظل تسليح "الحر" بالأسلحة النوعية الحاسمة، محل خلاف سياسي علني بين الرياض وواشنطن، في السنة الأخيرة من عمر الثورة السورية التي انطلقت في 15 مارس 2011، حيث كان المسؤولون السعوديون يؤكدن في أكثر من اجتماع دولي وإقليمي على ضرورة التسليح النوعي، ومحاولة إسقاط نظام بشار الأسد الذي تغول في عملية القتل، كانت الإدارة الأميركية في موقع التردد والتخوف من تكرار سيناريو ما بعد تحرير كابول من قبضة السوفيت، ونشوء جيل من الجهاديين يعادي السياسة الأميركية في المنطقة، إلا أن القيادة السعودية كانت تؤكد بشكل متكرر من أن الدعم التسليحي النوعي لن يذهب إلى المتشددين أو غلاة المتطرفين، بل سيذهب إلى التشكيلات المسلحة للمعارضة السورية المعتدلة البعيدة عن جذور التطرف والإرهاب. في ضوء ذلك، كشفت مصادر عربية دبلوماسية مطلعة ل"الوطن" عن أن الاجتماع العربي المرتقب لوزراء الخارجية العرب الذي سيعقد في جدة، سيبحث صيغة المشاركة العربية في التحالف الدولي لوقف تهديدات "داعش"، الذي يسيطر على نسبة 20% من الأراضي السورية الواقعة تحت إدارة المنظومة العسكرية. المصدر قال ل"الوطن"، "إن التحركات السعودية السابقة لتسليح الحر، والتي كان يطالب بها على الدوام وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل، كانت تقرأ جيداً الوضع السياسي من توسع إطار الأزمة السورية إلى خارج قطرها الجغرافي، خاصة مع بدايات ظهور تشكيلات "داعش" العسكرية في سورية، والقدرة التسليحية الهائلة التي يتمتع بها التنظيم، الذي تدور حوله شبهات كثيرة من أن جهات إقليمية خارجية على رأسها إيران تقوم بدعمه، بطرق غير مباشرة". الأمر الملفت في حديث المصدر العربي، أن النقطة الجوهرية في تقوية موقف الدول الداعمة لتسليح "الحر"، خاصة أن الولاياتالمتحدة أعلنت في آخر اجتماع للناتو لتقييم الأزمة، أنها لن تشارك بقوات برية ضد "داعش" مكتفية بالضربات الجوية التي ستستهدف مقرات التنظيم في كل من سورية والعراق، لذلك يعود المصدر لطرح احتمال قوي من أن المشاركة العربية في التحالف الدولي ضد "داعش"، ستكون عبر المساهمة في الضربات الجوية، وتسليح جيش المعارضة على الأرض من جديد، لاستعادة سيطرة المناطق التي خسرها بفعل عدم تدفق الأسلحة له من تنظيم الدولة الإسلامية. وهنا يعزز عدد من المراقبين لتطورات الأزمة، كالباحث السوري في العلاقات الدولية والمقيم في لندن رفعت ضبعان في حديثه ل"الوطن" من أن تقدير موقف الرؤية الحالية لإدارة التحالف الدولي تجاه "داعش" تعزز موقف الجيش السوري الحر، الموجود أصلاً على الأرض، ويعرف طبيعة الجغرافيا، وطريقة المواجهة لدحر "داعش"، واستبعد ضبعان في سياق رؤيته التحليلية أن يشارك العرب في التحالف الدولي بقوات برية، ويعود ذلك إلى طبيعة تكوين معالجة العرب لعدد من القضايا السياسية التي جرت في المنطقة، ويقول: "في تصوري الشخصي أن تسليح الحر، سيكون هو رأس الحربة لقلب الأمور على داعش".