عاد موسم صيد الطيور الصغيرة مجدداً، أو ما تسمى ب"الدِّخَّل"، والتي تتعدد طرق صيدها بتعدد وتنوع الابتكارات والفنون التي يتم ابتداعها من وقت إلى آخر، حتى وصل الأمر مؤخراً إلى طريقة تحتاج إلى معالجة، ووقوف من قبل الجهات المختصة بحماية الحياة الفطرية وإنمائها في المملكة، كونها تقوم على "الصيد الجماعي" للطيور، الأمر الذي يهدد توازن الطبيعة، ويزيد من مخاطر التهديد بالانقراض أو تغيير التركيبة الطبيعية للطيور في المملكة. ووصلت ابتكارات هواة الصيد خلال العقد الأخير إلى طريقة تصطاد الطيور بأعداد جماعية هائلة، وهي الطريقة التي يعرفها الشباب ب"صيد الشبكة"، حيث يقوم الصيادون بنصب خطوط طويلة وعريضة من شباك الصيد ذات الفتحات الصغيرة التي تعترض طريق الطير ليعلق بها، ولا يستطيع الطيران أو الانفكاك منها، حتى يحضر الصياد ويمسك بها. وفي حين بدأت مثل تلك الطريقة في جني أعداد هائلة تصل إلى الألوف من الطيور في اليوم الواحد، تذمر هواة صيد الطيور عن طريق "الرمي" بواسطة أسلحة الصيد الهوائية، من ندرة صيدهم الذي تسبب فيه الصيادون الجدد باتخاذهم أسلوب الصيد الجائر لكميات ضخمة من الطيور. وفي هذا السياق، يشير الصيّاد عبدالسلام محمد إلى أنه لم يعد يجد شيئاً من الطيور خلال رحلاته الأسبوعية حتى ساوره الشك في أن موسم الطيور لم يحن بعد، مضيفاً أنه فوجئ بمقاطع فيديو منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي يستعرض فيها الشبان كميات الطيور التي اصطادوها خلال يوم واحد، والتي تجاوز عددها الآلاف، لافتاً إلى طريقة صيدهم التي وصفها بالجائرة، وهي استخدامهم للشبكة، داعياً إلى منع بيعها في الأسواق ومصادرتها. ويؤكد أحمد عبدالرحمن الذي استأجر مزرعة شمال القصيم، وهي الطريقة المتبعة لدى الصيادين مؤخراً، أن الجيل الجديد من الصيادين يتفاخرون فيما بينهم بكميات الصيد، ويقيمون الرهانات لذلك، وهذا سبب ندرة الطيور في الآونة الأخيرة، موضحا أن نسبة الصيد تقل عاماً بعد آخر حتى وصلت هذا العام إلى 60%. وقال إن هذه النسبة جاءت بعد حسبة غلّة الطيور خلال الخمسة مواسم الأخيرة. من جهته، حذر إبراهيم السعد من الصيد بالشباك التي تقتل الطير أحياناً، فإضافة إلى كونه إبادة للطيور وصيد ما يزيد على الحاجة المقصودة، فهو أيضاً مدعاة للتفريط والمجازفة في قتل ذوات الأرواح من الطيور المحرّم أكلها، وكذلك موت الطيور بالشباك لشدة الحر.