يشهد دوري زين للمحترفين هذا الموسم أربع مواجهات ذات تنافس تقليدي تعرف عالمياً بلغة "الديربي" التي تعني لقاءات أبناء المدينة الواحدة. واكتملت أضلاع مربع الديربيات هذا الموسم بعد 13 عاماَ من الاعتلال والنقصان، حيث أكمل التعاون بصعوده الثالث في تاريخه للممتاز مربع الديربيات, ما أضفى قوة على قوة الدوري السعودي, الذي غالباً ما تكون إثارته حاضرة بجميع أنواعها وعلى كافة الأصعدة. ومواقف أندية الجوار تبدو متباينة على صعيد النتائج والمواقف الكروية بعد نهاية الجولة الرابعة لدوري زين, ومتفاوتة من حيث الرسم البياني لعطاء وحضور كل فريق، وكذلك درجات استقراره الفني والإداري. ويسرق ديربي قطبي العاصمة الهلال والنصر الأضواء، فهو أكبر المحطات الكروية متابعة على مستوى الخليج والوطن العربي. ويتصدر الهلال فرق الدوري ب12 نقطة, متربعاً في القمة وسط تجهيزاته الدائمة لخوض غمار دوري أبطال آسيا, ويكاد ينال مساحات كبيرة من درجة الرضا الجماهيرية والشرفية على سير عمله، وسط أجواء مشددة للقبض على مدربه البلجيكي إيريك جيريتس، ومحاولة استمراره مع الفريق لحين انتهاء الموسم الكروي لتأمين القدر الكافي من درجة الاستقرار الفني، وذلك لمواصلة الإنجازات وحصد البطولات التي بلغت 50 بطولة. أما الجار الآخر "النصر" الذي يحتل المركز الخامس بثماني نقاط، بفارق أربعة مراكز عن منافسه التقليدي الهلال، فيتطلع مسيروه إلى أمل الوصول لاتفاق ودي مع شركة "ماسا" المسوقة لتذاكر مبارياته في الدوري, وهي القضية التي شكلتها الآراء المتصلبة من قبل المالك, وسط الرغبة الملحة للحفاظ على حقوق النادي من قبل رئيسه الأمير فيصل بن تركي, وهي ذات القضية التي علقت منذ موسمين، وتعقدت منذ الموسم الماضي حيث بلغت المحاكم الإدارية "ديوان المظالم" للوصول إلى حلول منصفة يقبل بها كل طرف، لكن ذلك لم يتحقق. وأمام هذه المعضلة الإدارية والشرفية في آن واحد, تعاني الإدارة من ضغوط شرفية خفية للنظر في مدرب الفريق، الإيطالي والتر زينجا الذي لم ينل درجة الرضا من قبل جماهير الشمس، وعشاق الأصفر في اختيار الأسماء المثلى للمضي قدماً بالفريق, إلا أن التبعات المالية قد تقف حائلاً دون أي قرار بإقالته، كما أن الإدارة ترى أن التريث مطلب ملح في مثل هذه الأوقات لحين تعرف الجهاز الفني على طبيعة المنافسات السعودية، وجمع أكبر قدر من المعلومات وزيادة مساحات التفاهم والانسجام داخل بيئة العمل النصراوية. وعلى الساحل الغربي يقف قطبا جدة "الاتحاد والأهلي" في أوضاع شبه متعاكسة، فالأول استقرت أوضاعه، وأغلق كافة ملفاته الإدارية والكروية التي خلفتها أزمة ابتعاد قائده محمد نور بعد الخلاف الذي طرأ بينه وبين مدرب الفريق، البرتغالي مانويل جوزيه, مما جعل الفريق يتجه إلى ملاحقة الهلال على الصدارة بعد أن تمسك بالوصافة بنفس رصيد الهلال الذي يتفوق بفارق التسجيل. في المقابل جاءت نتائج الأهلي مخالفة للتوقعات ومعاكسة للمنهجية التي رسمتها إداراته بقيادة الأمير فهد بن خالد, فشكلت نتائجه صدمة كبيرة لجماهيره بعد أن تذبذب مستوى الفريق واحتل المركز العاشر بثلاث نقاط كسبها من الاتفاق, وذهب ضحيتها المدرب النرويجي تروند سوليد الذي لم يكن اختياره سليماً بالأساس، ومن ثم أعقبها اعتذارات إدارية بعد استقالة مدير الفريق غرم العمري, في محاولة لتنقية أجواء القلعة التي تحاول أن تعيد بناء حصونها خلال فترة التوقف، قبل المواجهة التقليدية مع الغريم الصعب الاتحاد. وفي الجهة المقابلة، وتحديداً في الساحل الشرقي تسير الأمور هادئة جداً ومستقرة بين أركان ناديي الاتفاق والقادسية, فالفارق النقطي بينهما ليس كبيراً، فالقادسية يحتل المركز الرابع بثماني نقاط, والاتفاق سادساً بست نقاط, وأمام الأخير وقت كافٍ لتقليص الفارق, وربما يكون الأمر مختلفاً بانطلاقة أحدهما وتعثر الآخر بحسب نتائجهما المقبلة, فكلا الناديين يشهدان حالة استقرار كبيرة في كافة الأصعدة وزادها تأكيدات مجلس الإدارة الاتفاقية باستمرار المدرب الروماني إيوان مارين. بدورهما، يظل قطبا بريدة الرائد والتعاون جدلية كروية وجماهيرية وإعلامية لن تنتهي, وستشهد الأيام المقبلة أجواء ساخنة مع اقتراب لقائهما الدوري في 17 سبتمبر الحالي, فالاستقرار الإداري والفني قائم بين أركان الناديين، والأفضلية الرقمية تصب لصالح الرائد الذي حقق نتائج مرضية خلال الجولات الماضية محتلاً المركز الثالث برصيد 10 نقاط دون خسائر, فيما يقبع التعاون في المركز السابع بأربع نقاط. وستكون جدلية الفريق الأكثر جماهيرية حاضرة في الأيام المقبلة بعد النتائج الأخيرة التي أظهرتها شركة "إيبسوس" للإحصائيات الجماهيرية، والتي أخرجت جماهير الرائد من القائمة, ووضعت التعاون في المرتبة الثامنة، وهي إحصائية لم ترض عشاق الناديين, خاصة الرائد الذي خرج من التصنيف وسط ذهول واستغراب متابعي ومقيمي الكرة السعودية.