من الخطأ اعتقاد أن الكبار هم دائما من يُعلّم الصغار أسلوب العيش وطريقة الحياة، فهنالك أنماط حياة يعيشها الأطفال لو تأملها الكبار لتحسنت حياتهم بشكل كبير. حين أتأمل في طريقة عيش طفلي، أشعر بأنه يرسل لي إضاءات تنير العتمة. منها: - التدرج: فالطفل يتدرج في حركته وتغذيته ونطقه، هو بذلك يعلمنا أن التدرج سنة كونية، قانون يسري على كل نمط طبيعي في هذه الحياة. يخبرنا عن أهم اعتبار نضعه في مخيلتنا عند البدء في تحقيق أحلامنا، التدرج الحكيم هو الذي يمنحنا الطاقة الروحية والسلوكية لنمضي نحو تنفيذ أهدافنا. - النهوض بعد السقوط: يركض الطفل بكل فرح ثم يسقط فيبكي ثم ينهض مرة أخرى، متناسيا بذلك ألم السقوط ومستقبلا لأوقات أجمل. مهما كانت طموحات الإنسان وجهده وتخطيطه فلا بد له من عثرة يمر بها، وعقبة يعاني منها، وكلما اعتلت همة الإنسان ازدادت مرات سقوطه، أول طريقة لتصحيح الفشل الاعتراف به ومصارحة الذات ثم النهوض بسرعة دون إضاعة للوقت في لملمة الجراح. - حب الاكتشاف والإبداع: يمسك الطفل بيده كل ما يستطيع الإمساك به، يتأمله، يكتشفه، يحاول إقامة علاقة إبداع معه، يلعب بفرح، دون اكتراث لما يقال له، دون نظر إلى رأي كل مثبط ومحبط. - الجرأة في التعبير: ما إن يحتاج شيئا حتى يعبر عن رأيه ورغبته بكل وضوح وصراحة، لا مكان عنده للمداراة، يستمر في طلبه، يستميت في سبيل ذلك، قوة إرادة لتحقيق مراده. - البراءة: ثغره باسم وقلبه صاف، لا يهمه ما يقال عنه، يتراقص على أنغام الطيبة، لا يعرف الحسد ولا الحقد ولا الشماتة، يحسن الظن، ينظر لروعه الحياة من حوله. - عيش اللحظة: لا يحزن على ماض ولا يتشاءم من مستقبل، مستمتع بحاضره، يعيش كل لحظاته، يستثمر كل ثانية ليضحك، ليلعب، اللحظة الحاضرة هي التي تعنيه ليعيشها بحب وسلام.