في تطور جديد بمفاوضات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، وضع اتحاد القوى الوطنية ممثل المكون السني في البرلمان العراقي والتحالف الكردستاني، شرطا جديدا لمشاركتهما في الحكومة الجديدة يعتبرها مستقيلة في حال انسحاب وزرائها منها، فيما حذرت كتلة الأحرار ممثلة التيار الصدري في مجلس النواب من محاولات رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي من عرقلة مهمة العبادي. وقال القيادي في اتحاد القوى الوطنية عضو الوفد التفاوضي النائب محمد دلي ل"الوطن"، إنه تم الاتفاق مع التحالف الكردستاني على تضمين ورقة التفاوض مع التحالف الوطني الذي يترأس الحكومة الجديدة شرطا يتمثل باعتبارها مستقيلة في حال انسحاب طرفين رئيسين منها"، مبنيا أن الهدف من وضع الشرط "منع تكرار التجربة السابقة في حكومة المالكي والحد من بروز خلافات بين الكتل السياسية". وفيما أعلن التحالف الوطني إدارج مطالب الشركاء ضمن البرنامج الحكومي واستعداده لتنفيذها على وفق ماورد في الدستور، رافضا تقليص صلاحيات رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، حذرت كتلة الأحرار التي تمثل التيار الصدري في البرلمان مما وصفتها بالمؤامرات المالكية لإفشال عمل رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي. وقال عضو الكتلة النائب مازن المازني في تصريح صحفي إن "مؤامرة مالكية تحاك من قبل بعض أعضاء ائتلاف دولة القانون لإفشال عمل رئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي، فهم يعملون حاليا على خطة هدفها إفشال تشكيل الحكومة العراقية وبأساليب شتى والهدف منها إعادة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي"، مبينا أن "هؤلاء الأعضاء يعملون حاليا على خلط الأوراق والعبث بأساليب خبيثة لعرقلة سير المفاوضات الهادفة لتشكيل الحكومة، باستنزاف الوقت القانوني المحدد للعبادي". وتنتهي المدة الدستورية لإنجاز تشكيل الحكومة في العاشر من سبتمبر المقبل، وسيقوم العبادي بعرض التشكيلة الوزارية أمام البرلمان للمصادقة عليها، وسط إعلان جميع الأطراف حرصها على حسم توزيع الحقائب الوزارية قبل انتهاء المدة المحددة بالدستور والبالغة ثلاثين يوما من تاريخ تكليف مرشح الكتلة الأكبر. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقد في محافظة النجف أمس، أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي في العراق عمار الحكيم اتفاقهما على اعتماد مبدأ الشراكة في إدارة البلاد عبر حكومة تضم جميع ممثلي المكونات العراقية، وكان الزعيمان قد عقدا اجتماعا مغلقا بحثا فيه سبل تحقيق الشراكة في المرحلة المقبلة. وعلى صعيد العمليات العسكرية لقوات حرس الإقليم البيشمركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، أفادت مصادر كردية بأن قوات البيشمركة تساندها طائرات عراقية وأميركية شنت هجوماً واسعا على ناحية زمار، شمالي غرب الموصل لتحريرها من سيطرة الجماعات المسلحة. وقتل سبعة عناصر من تنظيم داعش وأصيب ثمانية آخرون بقصف جوي استهدف مواقع تابعة للتنظيم جنوب تكريت مركز محافظة صلاح الدين أمس. وقال مصدر أمني: "إن طائرات عسكرية عراقية قصفت أمس مواقع لتنظيم داعش في قاطع خزرج والبوجواري شمال قضاء الضلوعية"، مشيرا إلى أن أحد عناصر الشرطة أصيب بنيران قناص خلال عملية أمنية ترافقت مع القصف الجوي. وفي محافظة الأنبار غربي العراق قتل أمس عميد كلية الزراعة في جامعة الأنبار، وأصيب سائقه بانفجار عبوة ناسفة شرقي الرمادي، وقال المسؤول الإعلامي في الجامعة خالد العبيدي ل"الوطن" إن "مسلحين مجهولين زرعوا عبوة ناسفة على الطريق بالقرب من كلية الزراعة شرقي الرمادي انفجرت أمس مستهدفة عميد كلية الزراعة في جامعة الأنبار الدكتور إبراهيم السعد لدى مروره من هناك، مما أسفر عن مقتله في الحال، فيما أصيب سائقه بجروح". وأعلن رئيس الأطباء المقيمين في مستشفى الفلوجة، الدكتور أحمد الشامي أمس أن 29 شخصاً سقطوا بين قتيل وجريح بقصف لقوات الجيش على مناطق متفرقة من المدينة، مشيرا إلى أن مستشفى الفلوجة استقبل جثث 12 شخصا بينهم أطفال و17 مصابا بينهم طفل وامرأتان بجروح خطرة بقصف لقوات الجيش المتمركزة خارج محيط الفلوجة على مناطق حي الأندلس والشهداء وجبيل والجولان والجمهورية.