غادرت أمس الطفلة العراقية "زينب" المملكة عائدة إلى بلدها العراق، بعد تماثلها التام للشفاء من العملية الجراحية الناجحة التي أجريت لفصلها عن توأمها السيامي "رقية" بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وكانت الطفلة "زينب" تشكل أحد أطراف توأم سيامي مع شقيقتها "رقية"، حيث خضعتا لعملية جراحية لفصلهما بقيادة وزير الصحة رئيس الفريق الطبي والجراحي لعمليات فصل التوائم السيامية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، في يوم الجمعة 16 يوليو 2010، بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض. وقد تكللت العملية الجراحية في حينها بالنجاح، وتم فصل التوأم، إلا أنه وبعد مضي 22 يوماً على الجراحة، فارقت الطفلة "رقية" الحياة في السابع من أغسطس الماضي. وقد التقت "الوطن" بوالد التوأم العراقي، وهو يهم بمغادرة المملكة، حيث أعرب عن شكره لوالد الجميع خادم الحرمين الشريفين على ما قدمه ويقدمه لإخوانه في الإنسانية من أيادٍ بيضاء. كما ثمن وزير الصحة هذه المبادرة الإنسانية والأبوية من والد الجميع خادم الحرمين الشريفين، وقال إنها تأتي ضمن اهتماماته الدائمة بالإنسان أينما كان. من جهته، أشاد المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية بالحرس الوطني الدكتور بندر القناوي بدعم خادم الحرمين الشريفين ومتابعته لجميع الحالات الإنسانية بغض النظر عن الدين والعرق, وتمثل هذا جليا في عمليات فصل التوائم السيامية التي برهنت بالفعل لا بالقول هذا التوجه الإنساني الأصيل لدى قائد المسيرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين. يذكر أن عملية فصل التوأم "زينب" و"رقية" هي الثامنة والعشرون التي يجريها فريق العمليات الجراحية لفصل التوائم السيامية في المملكة بقيادة الدكتور الربيعة، وقد اعتبرت تحدياً جديداً للفريق الطبي حيث كانت هناك تحديات وصعوبات جعلت الفريق الطبي يعجل في إجراء عملية فصل التوأم في حينه، وذلك لوجود مخاطر على التوأم "زينب"، بسبب وجود عيوب خلقية معيقة للحياة لدى التوأم "رقية". وكان الدكتور الربيعة، قد أعرب عن "حزنه لفقد إحدى التوأمتين السيامي داعيا الله تعالى أن يتقبلها بواسع رحمته ويلهم ذويها الصبر والسلوان". كما أوضح الوزير أن الوفاة ليس لها علاقة بالعملية الجراحية أو مضاعفاتها. مؤكداً أن الطفلة "رقية" لديها تشوهات تكوينية تعيق الحياة حيث كانت تعاني من تشوهات في الرأس، كما يوجد تكيس للسحايا كبير خارج الرأس، مع ضمور في الرأس وخروج لجذع المخ والمخيخ خارج الرأس. وقال الربيعة "دفعت هذه الحالة الفريق الطبي والجراحي لفصل التوأم السيامي بإجراء عملية الفصل قبل الوقت المحدد لإجرائها للحفاظ على حياة "زينب". وكان التوأم العراقي وصل إلى القاعدة الجوية بالرياض الجمعة 25 يونيو 2010، قادمتين من مدينة النجف بالعراق بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين. وكان والد التوأم قد أرسل برقية إلى خادم الحرمين الشريفين يناشده التدخل لإنقاذ طفلتيه، وقد وجه المقام الكريم على الفور ببحث إمكانية فصل التوأم العراقي، وبعد البحث تم إرسال فريق طبي إلى العراق على الفور لتقييم الحالة، حيث أصدر حفظه الله توجيهها باستقبال التوأم وإجراء العملية وبعد التنسيق مع السلطات العراقية تم نقل التوأم بطائرة إخلاء طبية سعودية.