أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيجدور ليبرمان" أن "مبادرة السلام العربية أصبحت اليوم ذات مغزى وواردة أكثر من ذي قبل"، مشيرا إلى أن "لهذه المبادرة ميزات كثيرة وأنا أفضلها على أي اتفاق سلام منفرد مع الفلسطينيين". وأشار ليبرمان في حديث لصحيفة الجروزاليم بوست الإسرائيلية إلى أن "التخلص من حركة حماس يشكل شرطا ضروريا لأي مفاوضات سلام ". وقال: "إن إحياء العملية السياسية سيظل غير وارد مع استمرار حكم حماس في قطاع غزة ونفوذها الكبير في الضفة الغربية". إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 5فلسطينيين بينهم مترجم، ووفاة صحفي إيطالي في انفجار وحدة تفكيك المتفجرات التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية مخلفات تركها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة. وهدد وزراء إسرائيليون باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) ورئيس الوزراء الأسبق إسماعيل هنية، والقائد العسكري للحركة محمد الضيف، في حال عدم استجابة الحركة للشروط الإسرائيلية بما فيها إعادة رفات جنديين إسرائيليين قتلا خلال الحرب الإسرائيلية على غزة. وجاءت التهديدات في وقت برزت فيه الخلافات في أوساط الحكومة الإسرائيلية ولا سيما المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، إزاء مقترحات حل وسط قدمتها مصر للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. وقال مراقبون: "إن الطرفين كانا مساء أمس أمام 4 خيارات، فإما القبول بحل الوسط المصري، أو تمديد وقف إطلاق النار لإجراء المزيد من المحادثات، أو التصعيد المتبادل، أو الهدوء المتبادل، بحيث تجري المفاوضات دون الإعلان عن وقف إطلاق نار". وأشار مسؤولون فلسطينيون ل"الوطن"، إلى أن وزراء في الحكومة الإسرائيلية اعتبروا أن الاستجابة للمطالب الفلسطينية من شأنه أن يضر بصورة إسرائيل، لاسيما في ظل عدم تحقيق أي إنجازات عسكرية على الأرض في غزة خلال الأسابيع الماضية. وبالمقابل ذكر المسؤولون أن فصائل فلسطينية وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي، تعتبر أن التوصل إلى اتفاق لا يحقق أي إنجازات سياسية باتجاه رفع الحصار عن غزة من شأنه أن يتسبب بغضب شعبي خاصة في ضوء الثمن الباهظ الذي دفعه المدنيون الفلسطينيون من خلال الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى والدمار الهائل الذي تسبب به القصف الإسرائيلي. ورأى المسؤولون أن ثمة مزاج كبير في الشارع الفلسطيني، بوجوب ألّا تمر الحرب الإسرائيلية بدون دفع إسرائيل للثمن من خلال رفع الحصار عن غزة. وكانت المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية غير المباشرة، استأنفت ظهر أمس في القاهرة وسط حالة من التوتر الواضح في صفوف الفلسطينيين والإسرائيليين. وذكرت مصادر مطلعة ل"الوطن"، أن الجانب المصري قدم إلى الجانبين اقتراحا تضمن بعض القضايا التي سيتم تنفيذها فورا على أن تتوسع تدريجيا وبخاصة ما يتعلق بالمعابر ودخول البضائع ومنطقة الصيد والمنطقة العازلة وقضايا أخرى تم تأجيلها لمراحل لاحقة من المفاوضات مثل الميناء والمطار. كما عرض الوسطاء المصريون أمس تأجيل المفاوضات بشأن عدة نقاط محددة بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ما بعد شهر من تثبيت هدنة دائمة بينهم، وذلك بعد ابداء اسرائيل أمس موافقتها على تمديد الهدنة 72 ساعة أخرى.