قبل ثمان سنوات، وفي ليلة تاريخية لن تنساها ذاكرة الوطن، قرأ أمير منطقة عسير حينها الأمير خالد الفيصل كتاب المستقبل بين يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في احتفال الأهالي بزيارته. إنه قَدَرُك.. قالها الأمير خالد في استشرافه لمواقف -اليوم- والأفعال العظيمة والسامية لخادم الحرمين الشريفين إزاء أمته العربية والإسلامية، والتي كان منها خطاب الملك للعالم يوم أمس. لا مناص للذاكرة السياسية من العودة إلى تلك الليلة النوفمبرية من العام 2006 حين وقف الفيصل، شاهدا على عصر جديد تولى فيه الملك الصالح مقاليد الحكم ليس لقيادة الوطن فحسب، بل لتحمل هموم ومظالم أمة المليار مسلم، واستعادة الإسلام من قراصنته، فاستبق الزمن قائلا: إنه قَدَرُك.. أن تتسلمَ الأمرَ في هذه الظروف لتستردَّ الإسلامَ من خاطفيه وتنقذَ الوطنَ من مخربيه وتفرضَ الأمنَ على من يعاديه إنه قدرُك.." إن خطاب القائد عبدالله بن عبدالعزيز للعالم في ظل ما تمر به الأمة العربية والإسلامية اليوم من فتن ومحن وإرهاب واختطاف للدين وتنكيل بالشعوب والأبرياء، وتحذيره من مغبة التخاذل العالمي، يعيدنا إلى الاستشراف الذي برع الفيصل في اصطياده وهو يقول: أيها الملكُ الهمام عندما تختلطُ الأوراق وتتمايلُ بالرؤوس الأعناق وتتسعُ في العيون الأحداق تتقدمُ الصفوفَ القيادة بالحكمة والعقل والريادة فتكون لمليكنا السيادة