كما هي عادة هذا الوطن العظيم حكومة وشعبا ولُحمة تسمو فوق كل الأصوات النشاز؛ كي تحكي لنا قصة أبطالنا الذين جعلوا من الوطن واجهة شامخة، وخطاً أحمر لا يمس، ولا يخدش، ولا يدنس. فكانت التضحية والإيثار، والفداء لقدسية المكان، ولطهارة الإنسان، ودماء تسمو بأرواح الشهداء الذين سطروا الانتماء منذ مراحل التأسيس الأولى. بامتداد تاريخ هذا الوطن العظيم مرورا بحروب العزة، والكرامة، لجنودنا البواسل داخل الوطن وخارجه. ووصولاً نحو المواجهات والمصادمات الأمنية، وحكايات الإرهاب التي كانت مملكتنا الغالية من أكثر الدول معاناة، ومواجهة لهذا الشبح الجاثم "الإرهاب"، والأفكار المناصرة له، حتى قضت عليه تماما، ولم تستطع القضاء عليه إلا بتوفيق من الله أولاً، ثم بمنهجية حكومتنا الرشيدة، لاسيما جهازها الأمني الأمين.. تلك المنهجية الثابتة على تحكيم الشريعة الإسلامية، وجندها المجند لخدمة وطنه بالغالي والنفيس. لعل القائمة تطول بأبطالنا الشهداء "شهداء الواجب" الذين كان آخرهم "فهد الدوسري، وسعيد آل عمران القحطاني، وسعيد الجبيلي القحطاني، ومحمد البريكي".. ولن يكونوا الأخيرين في مجابهة ذئاب الوطن، والتي جعلت من دماء الشرفاء، وطرق التخريب، والتهريب، والدمار، وسيلة للوصول لمبتغاها الغاشم الظالم الذي رأى في الدناءة، والسرقة، والخيانة مذهباً، ويا بئس المذهب والسبيل. ولأن التضحية والشهادة في سبيل الوطن هما من أنبل وأرقى صور الولاء؛ فإن الدول في كل أنحاء العالم تفند، وتضع قوانين وأنظمة تضمن، وتكفل لأسر الشهداء، وأبنائهم من بعدهم حياة كريمة تخفف عنهم اليتم المبكر، وأوجاع الترمل، وفقد العائل.. إلخ. وذلك بتخصيص هيئة رسمية مهمتها الاهتمام بأسر "شهداء الواجب" والوقوف معهم وتذليل العقبات لهم، وتلبية ما يحتاجونه.. فقد كان لفقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله.. مواقف خاصة خالدة في ذاكرة الوطن، فهو من أرسى قواعد الوقوف بجانب أسر الشهداء، وذلك بإنشاء قسم في وزارة الداخلية مهمته تكريم الشهيد بالترقية، والأوسمة، وتسديد الديون، ومساعدة ذويه مادياً، ومعنوياً، وخدمات أخرى بتحسين مستواهم المعيشي والصحي.. ومنح أبنائهم شرف الالتحاق بكليات الأمن مستقبلاً، وغيرها الكثير، والكثير، والتي سار عليها وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وما زال يرسم، ويخطط نحو مستقبل أفضل لكافة أسر شهداء الواجب.