بين الخلاف والاختلاف العربي المستمر، تغرق "غزة" في دماء أبنائها مرة أخرى، فبعد موافقة الأميركان بإعطاء الضوء الأخضر لحرب برية على القطاع المحاصر؛ ومنح الكيان الإسرائيلي غطاء للاستمرار في القصف، وتدمير منازل المدنيين فوق روؤس قاطنيها، مازال العرب بين تنديد واستنكار!، ولسان حال الغزاويين يقول: بأي ذنب قتلنا؟! وبأي ذنب نحاصر؟! أي جواب تقنع به أم ثكلى فقدت أطفالها؟، وأي مبرر يقنع أبا فقد زوجته وأبناءه؟، ألم يئن الأوان أن نتعافى من سياسة كسر العظم، ومبدأ "من ليس معنا فهو ضدنا"؟، أليس ما يحدث في غزة من عزلة جعلها أكثر تمسكا بموقفها؟. متى نستوعب الدرس، ونعلم أن الحل مع "حماس" ليس بالحرب، وإنما بالحوار واحتوائها، والسعي في مصالحة حقيقية تنهي الانقسام الفلسطيني، وتكسر شوكة الكيان الإسرائيلي، الذي طالما استباح ويستبيح دماء الغزاويين في ظل حصار القطاع؟، متى نستوعب أن الوضع في فلسطين ليس كغيره من البلاد العربية الأخرى؟ متى نستوعب أن الحل لكل أزماتنا في العالم العربي هو في احتضان قيادة فلسطينية موحدة لا تستثني أي فصيل؟ حينها، لن تظهر كل يوم جماعة باسم جديد، وفكر متصلب يطالب بالحكم الإسلامي، ومن ثم تحرير فلسطين. لا حل لما يجري سوى مؤازرة غزة، والوقوف إلى جانبها، فغزة ليست "حماسا" ويقطنها مليونا فلسطيني، يعيشون منذ تسع سنوات وسط حصار لا يرحم، وعدوان متعاقب بلا هوادة.