تناولت العديد من الأعمال الفنية سواء الدرامية أو السينمائية، أو حتى المسرحية، شخصية "النصاب" المحترف، بصور وطرق عدة، فهناك أعمال أظهرت هذا "النموذج" على أنه مريض نفسيا، كما أظهرته أعمال أخرى على أنه إنسان سوي، ولكنه يهوى جمع الأموال، كما أن الظروف اضطرته إلى ذلك. ووسط هذا الكم الهائل من المسلسلات والبرامج الرمضانية، وهذه المنافسة الشرسة بينها، أطل علينا الفنان خالد الصاوي بعمل جديد يحمل اسم "تفاحة آدم"، أخرجه علي إدريس، ومن تأليف محمد الحناوي، الذي يخوض التجربة الثانية التي تجمعه بالصاوي بعد "خاتم سليمان"، ويشارك في بطولة العمل بشرى، وريهام عبدالغفور، ومحمد الشقنقيري، وفيدرا. والصاوي فنان يختار موضوعاته جيدا، ويجيد تقمص الأدوار التي يجسدها مهما كانت صعوبتها وتعقيداتها، ولكننا توقعنا عودته بعمل مختلف هذا العام، أو على الأقل العودة بعمل على نفس مستوى الأعمال السابقة التي قدمها، إلا أن ذلك لم يحدث. ويمكن القول إن مسلسل "تفاحة آدم" لخالد الصاوي، ما هو إلا صورة مماثلة أو جزء ثان من المسلسل العربي الكوميدي الشهير "العراف"، والذي قدمه الفنان عادل إمام في رمضان العام الماضي، فالشخصية واحدة، وتقريبا الأحداث متشابكة ومترابطة، فالبطل لا يتهاون في ابتكار الحيل لتقمص شخصيات تسهل له النصب، فتارة يتقمص دور ضابط شرطة، أو رجل صعيدي، أو طبيب، أو تاجر آثار، وهي شخصيات استهلكها الصاوي في عمله الجديد، وهي صورة متطابقة إلى حد كبير مع مسلسل "العراف"، الذي حقق نجاحا كبيرا العام الماضي، فعادل إمام تقمص أيضا دور المحامي، والطبيب، والسفير، وضابط الشرطة، ويمكن القول إن الصاوي ومسلسله "تفاحة آدم" ما هو إلا "العراف" ولكن بثوب جديد. وأعلنت الشركة المنتجة للمسلسل في بيان إعلامي، أن المسلسل يختلف عن الأعمال السابقة التي قدمها الصاوي في التلفزيون، لأنه يتيح فكرة التلون في الشخصيات ليس على مستوى الشكل فقط، ولكن في اللغة، والسلوك، والأداء الصوتي والاجتماعي أيضا، وهو ما يعتبر تحديا ومغامرة كبيرة. وأضافت أن معظم الشخصيات التي اختارها المخرج علي إدريس في أولى تجاربه التلفزيونية تقدم الجديد. ورغم البيان الدفاعي لم يشعر المشاهد بجديد، صحيح أن العمل تكلف إنتاجيا، وهناك طفرة في الصورة، والديكور، إلا أن الابتكار والأفكار الجديدة ما زالت العائق الأول والمشكلة الرئيسية أمام الدراما المصرية.