فشلت بعض الأعمال الدرامية المعروضة حالياً والتي ينطبق عليها "أعمال البطل الأوحد"، في تحقيق أي نجاح يذكر، وذلك في مقابل النجاح الكبير الذي حققته العديد من الأعمال التي اعتمدت على البطولة الجماعية، التي نالت استحسان الجمهور والنقاد، بينما ظل البطل الأوحد الذي حمل على عاتقه مهمة بطولة العمل وحده، على يقين بأنه في الطريق الصحيح غير مدرك بأن الأمور والظروف تغيرت كثيرا عن ذي قبل. واعتاد الجمهور المصري والعربي المتابع للدراما الرمضانية وعلى مدار العشرين عاما الماضية، أن تكتب المسلسلات لنجوم ونجمات بعينهم، ويتولى بطل العمل أو بطلته مهمة التسويق له واختيار الفنانين الذين سيشاركونه بطولة أعماله، ليكون البطل بذلك هو المسيطر على فريق العمل بما فيهم المخرج نفسه، ليترسخ لدى المنتج مفهوم وهو أن اسم الفنان أو الفنانة بطل المسلسل الذي ينتجه كفيل بأن يرد له أمواله بل ويحقق من ورائه الربح المطلوب. وانطبق هذا المفهوم على نجوم كبار مثل يحيى الفخراني ويسرا وصلاح السعدني وإلهام شاهين ونادية الجندي ومحمود عبدالعزيز، وغيرهم كثيرون، والحق يقال فقد نجحوا في أن يؤكدوا صحة هذه النظرية طوال السنوات الماضية، حتى تطور الأمر ليطال نجوما ونجمات شبابا في عمل درامي صمم خصيصا على مقاساتهم، في السنوات الثلاث الماضية لينتقلوا إلى الدراما بدلا من السينما التي عانت بعد ثورة 25 يناير من عام 2011، ولكنهم لم يحققوا النجاح المنشود، وكان أبرزهم كريم عبدالعزيز ومنى زكي. ولوحظ أن مسلسلات مثل "الإكسلانس" لأحمد عز، و"دكتور أمراض نسا" لمصطفى شعبان، و"أبو هيبة في جبل الحلال" لمحمود عبدالعزيز، و"إمبراطورية مين" لهند صبري، و"تفاحة آدم" لخالد الصاوي، و"الصياد" ليوسف الشريف، كلها أعمال لم تحقق نفس النجاح الذي حققته أعمال أخرى اعتمدت على البطولة الجماعية، مثل"السبع وصايا"، و"سجن النسا"، و"سراي عابدين"، و"صيق العمر". ويبدو أن أمراض البطولة المطلقة ما زالت مسيطرة على عقول بعض النجوم والنجمات، بينما انطلق نجوم آخرون إلى الشهرة والنجاح من خلال الاعتماد في أعمالهم على أبطال آخرين في نفس العمل، إذ يحرص بعض النجوم ممن يصرون على أن تكتب أعمال لهم على مقاساتهم خصيصا، على المضي قدما في هذا الطريق الذين لم يعد يلقى قبول أو استحسان الجمهور والنقاد، فعليهم أن يغيروا من نهجهم، فنجاح الأعمال ينسب للجميع ولم يعد في وقتنا الحالي مكان للممثل الذي يطلق على نفسه أنه السبب في نجاح العمل. ولم يجن الفنان مصطفى شعبان من مسلسله "أمراض نسا" إلا الهجوم والانتقاد، ليتهم وللعام الثالث على التوالي بتقديم دراما مخيبة للآمال، بل ومبتذلة في كثير من الأحيان، وكذلك محمود عبدالعزيز برغم أدائه القوي في "جبل الحلال"، إلا أن المشاهد يشعر بأن جميع الخيوط في يده وأنه مسيطر على الأحداث، ومن ثم نشعر وكأن صناعه يحاولون إثبات أن عبدالعزيز هو البطل الأوحد، وكذلك "تفاحة آدم" لخالد الصاوي، فبرغم تكرار القصة وتناولها فنيا في كثير من الأعمال، إلا أن المسلسل سقط في فخ النجومية المطلقة، وكذلك الحال بالنسبة ل"إمبراطورية مين" ومسلسل "ابن حلال" لمحمد رمضان، و"شارع عبدالعزيز2" لعمرو سعد.