يرى العديد من المواطنين خاصة النساء أن شهر رمضان من الشهور غير المستحب اجتماعيا لإقامة حفلات الزفاف وأشرن إلى تحفظ العديد من العائلات على إقامة حفل الزفاف في رمضان وتأجيلها إلى أيام العيد لأن هذا الشهر للطاعة وليس للاحتفالات. ويرى أصحاب هذا الرأي أنه من المفترض أن يترقب المسلم هذا الشهر ليعبد ربه، لا لإقامة أفراح وسهرات وما يتبعها من حفلات استقبال وغيرها تضيع عليه فرصة القيام والتعبد. وعن حفلات الزفاف والزواج في ليالي رمضان قالت رجاء إسماعيل لم أر حرجا في إقامة حفل زفافي في منتصف شهر رمضان وأنا متفائلة بكون زواجي في هذا الشهر الكريم والروح الرمضانية من الأمورِ التي توحد المشاعر، وتخلق جوا من الود بين الزوج وزوجته، وتفتح مساحات للتعاون وإشعار كل منهما بأنه يعوضه عن أهله الذين اعتاد أن يتناول وجبة الفطور معهم سنويا". وقالت إن ليالي رمضان كلها ليالي بركة ولا أجد زواجي في هذا الشهر إلا بركة وهداية وفاتحة خير وقد واجهت العديد من الانتقادات وخاصة للأمور الدينية وهو شرعا مباح ولكن المشكلة في النظرة الاجتماعية حول الزواج في هذا الشهر والتخوف على أداء الشعائر والعبادات, ولكني رغم ذلك أتممت حفل زفافي واعتبرتها ليلة مباركة لحياة سعيدة. وتؤيد مها الصالح الزواج في رمضان وتقول يجب أن يكون الزواج في رمضان على الطريقة الإسلامية بعيدا عن الاختلاط والأغاني المحرمة والإسراف مع مراعاة حرمة الشهر وأوقات القيام وفترات العبادة والالتزام بالآداب الإسلامية ومراعاة قداسة هذا الشهر. أما عزة عسيري فقالت الزواج في رمضان غير مقبول اجتماعيا، وإن لم يكن محرّما شرعا، فقد جرت العادة على تأجيل حفلات الزواج إلى أيام العيد أو بعده، لما تتطلبه مراسم الزواج من استعدادات وتجهيزات واحتفالات قبل الزواج وبعده. وهذه التحضيرات تلهي عن العبادة من جهة، ولا تتناسب مع طقوس الشهر الكريم من جهة أخرى, إضافة إلى ما سيلحقه باحتفالية الزواج من شهر عسل وتهان تلهي الصائم عن تفرّغه للعبادة. كما رفضت روان الأسعد فكرة الزواج في رمضان أو حتى قبله بأسبوعين وقالت سيلهي الزواج كلا الزوجين عن التفرغ للعبادة لما يعقبه من حفلات استقبال وزيارات وتهانٍ كلها تعرقل العبادة، خصوصا أن العروسين يميلان في بداية زواجهما إلى الخروج للترفيه والسياحة والمتعة، ورمضان شهر عبادة أكثر منه شهر زواج وسياحة. لهذا لا أؤيد الزواج في هذا الشهر لأن العروسين سيضطران في الغالب إلى الإفطار، ولن يتمكنا من الصيام كما أن شهر العسل يصعب أن يكون في رمضان وحاجة العروسين للخروج والنزهة والاستمتاع. وأضاف سعيد البشري قائلا لماذا لا ينتظر العروسان لإتمام زواجهما في العيد مثلا، فهو أنسب من قيام حفلات بها اختلاط وأغانٍ وموسيقى تتنافى مع روحانيات هذا الشهر الفضيل. وأضاف أن حفلات الزواج في رمضان تقل عن باقي أشهر السنة, ورغم أنه دعي إلى حفل زواج صديق له في رمضان، إلا أنه لم يذهب لقدسية هذا الشهر. وأشار صالح العمري إلى أن حفلات الزواج في رمضان يتجه إليها بعض المتدينين, ويفعلون ذلك لأنهم يتباركون ويتفاءلون بهذا الشهر الكريم لكونه شهر خير وبركة لبدء حياة زوجية محفوفة بالإيمان والطاعة. وأضافت عبير السلمي أن عدد الحاضرين لحفلات الزواج في رمضان سيكون قليلا لأن الناس سيتلهون بالعبادة ولن يحضر أحد سوى أهل العروسين، فغالبية الناس تكون مشغولة في رمضان بالتراويح وقيام الليل وسيكون الحضور في رمضان مقتصرا على الأقارب. أما رئيس جمعية تحفيظ القرآن بالطائف الدكتور أحمد السهلي فقال إن الزواج في رمضان مباح شرعا ولكن سبب التخوف والمطالبة بتأجيل الزواج إلى ما بعد رمضان يرجع إلى خشية المخالفة الشرعية التي تحرم الوطء والجماع في نهار رمضان، وذلك لأن العنفوان وقوة الجنس عند الشباب قد تتسبب في ارتكابه لهذه المخالفة الشرعية التي وضعت لها كفارة مغلظة، وهي عبارة عن عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، وإن لم يقدر فإطعام 60 مسكينا، وتجب هذه الكفارة على المرأة إذا كانت راضية، وقال السهلي إنه لا يوجد أي نص شرعي موجب للنهي، وقد كان رسول الله يقبل زوجاته في نهار رمضان، ولكن الكثير من الناس يحجم عن الزواج في رمضان خوفا من انتهاك حرمة هذا الشهر مما يعرضه للعقوبة. كما أشار الداعية الشيخ محمد الدباش إلى جواز إجراء عقد الزواج في رمضان، ولكن الأولى أن يؤخر الزفاف حتى لا يتم الوقوع في المحظور من مجامعة المرأة في رمضان. وقال إن سبب رفض المجتمع للزواج في رمضان ليس لسبب شرعي ولكن للتحرج من الوقوع في المحظور. وقد اعتاد الناس على عدم الزواج في رمضان. وقال إن هذا الشهر للعبادة والصيام وإقامة حفل الزواج في رمضان قد يتبعه احتفال وممارسة بعض الأخطاء الشرعية من الموسيقى والغناء والرقص مما يتنافى مع قداسة هذا الشهر. وقال إنه من الأفضل أن تتم إقامة الزواج بعد رمضان أو قبله . وأوضح المستشار والمدرب في العلاقات الأسرية بمركز المودة الاجتماعي للإصلاح والتوجيه الأسري بجدة ياسر بن مصطفى الشلبي أن شهر رمضان المبارك يحمل معاني سامية للحياة الإنسانية بشكل عام والحياة الزوجية بشكل خاص, مشيراً إلى أن شهر رمضان يُعد فرصة كبيرة للتقارب الزوجي والتواصل الأسري. وبيّن الشلبي أن أجواء الاجتماع على الطاعة والعبادة في جو مفعم بالإيمان يضفي على الحياة الزوجية نسائم الحب والود، فهو فرصة حقيقية للحياة الزوجية السامية، موضحاً أن شهر رمضان يطور عادات الأزواج في الصبر والجود والحلم والتسامح والأخلاق الحميدة، وأنه يتوجب على الزوجين أن يسعيا للاستفادة من هذا الشهر كما هو المطلوب من مشروعيته وحكمته وليجعلا من الشهر الكريم دورة تدريبية لهما.