كشف شقيق قاتل والدته بمحافظة طريب "شرق منطقة عسير" الأحد الماضي أن أخاه كان رهين المرض النفسي وقت الحادثة، وغير مدرك لما يقوم به. وقال خلال حديثه ل" الوطن " أول من أمس أن "شقيقي الأكبر كان يعمل في القطاع العسكري في مدينة الرياض، ثم وقع ضحية لآفة العصر المخدرات، فترك وظيفته، وأدخلناه مستشفى الأمل في المنطقة الشرقية لعلاجه، ولكن تم إخراجه منه بعد فترة، لكثرة الطلب على الأسرة، ثم بذلنا جهودا أخرى لإدخاله مستشفى الأمل بمدينة الرياض، وتم ذلك بصعوبة، وبقي به فترة، ثم أخرجوه لنفس السبب، ثم أدخلناه مستشفى الصحة النفسية في أبها، وبقي بها فترة ثم خرج". وأضاف "بعد ذلك بفترة قام أخي بإطلاق النار على عامل من الجنسية الباكستانية في طريب، فأرداه قتيلا وهرب، واستمر البحث عنه حتى تم القبض عليه؛ وبقي في السجن أربع سنوات ونصف، وطوال هذه المدة كانت الوالدة تدعو له كل ليل أن يفك الله أسره، ويخرجه إليها؛ وقد بذل والدي بمساعدة أهل الخير جهودا مضنية حتى تنازل أهل الدم، وعفي عنه، وخرج من السجن". وتابع الشقيق قائلا "بعد خروج أخي من السجن كانت حالته النفسية سيئة جدا، على الرغم من انقطاعه عن المخدرات، فكان لا يصلي أو يصوم، ويدخن في نهار رمضان، فسأل ذووه بعض أهل العلم عن حكم عدم صلاته وصيامه، فذكروا أن المريض النفسي في حكم المجنون الذي يسقط عنه التكليف". وعن ملابسات جريمة القتل، يقول الشقيق "كانت الوالدة - رحمها الله - حريصة على نصحه وإرشاده، في محاولة منها لتحسين حالته، وكانت تهتم بكل أموره، ويبدو أن ذلك كان يضايقه منها؛ والأحد الماضي قبيل الفجر، وبينما كانت والدتي تؤدي ركعتي السنة، أخذ أخي سلاح والدي دون علم أحد، وأطلق النار عليها وهي تصلي، وخرج من البيت مسرعا، ولقي والدي عند الباب، وحاول إطلاق النار عليه أيضا، إلا أن الوالد استطاع أن يتوارى خلف سيارة قريبة، وينجو منه، ونقلنا والدتي المغدورة إلى المستشفى، إلا أنها فارقت الحياة قبل وصولها". وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير المقدم عبدالله شعثان، أن "بلاغا ورد للشرطة عن مقتل سيدة في العقد السادس من عمرها في طريب على يد ابنها البالغ من العمر 30 عاما، بإطلاق عدة طلقات عليها من سلاح رشاش، ثم لاذ بالفرار، وبعد جهود من قبل الشرطة تم القبض عليه بعد ثلاث ساعات من جريمته". وأضاف، أن "الجاني من أصحاب السوابق، حيث كان مسجونا في قضية قتل سابقة، وخرج من السجن بعدما تم التنازل عنه من أولياء الدم".